للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كالكِسَائى (١) - مما اتصل به ياء النسب، وفي غير الأكثر تُحذف الهمزة المصوَّرةُ ياءً" اهـ (٢).

أي فيكتب مثل "النَّسَآءِى" الممدود على هذا الأقل بياء واحدة، وكذا مثل "وَرَآء" إِذا أضيف لياء المتكلم يُكتب بياء واحدة في غير الأكثر (٣)، لأنك قد تَحْذف الهمزة وتجعله كالمقصور، وتفتح الياء (٤)، ولكن الأكثر إِثباتها، حتى يجوز تسهيلها بياء في الجناس كما حكى الفخر الرَّازِى (٥) في "التفسير الكبير" في المسئلة [١٧] من الكتاب الأول من المقدمة، حيث قال: "ويقال في المثل: "قال الجَدَارُ للوتد: لِمَ تَشُقُّنى؟، قال: سَلْ مَن يَدُقُّنى، فإِنَّ الذي ورايى ما خَلَّانى ورايى" (٦).

وإذا اتصل بنحو "جَآءَ" و"نَآءَ" و"شَآءَ" ضميرُ المفعول لا ترُسم الهمزة ألفًا، لكراهة اجتماع المثلين كما هو ظاهر، بخلاف ما إِذا أسند لضمير الاثنين، نحو: "إِنَّ الغُلامَيْن جآءَا"، فتَثْبُت ألفُ الضمير لمنع الالتباس بالمسنَد للواحد.

وكذا تُحذف الهمزة من نحو "جَآءَ" إِذا أُسند لضمير الجمع، مثل "جآءَوا"


(١) راجع التعريف بالكسائى ص ١٨٥.
(٢) راجع المكتوب عن شرح الشافية الحاشية رقم (١) ص ٨٤.
(٣) يعني ترسم هكذا: "وراءى".
(٤) فيقال: "وَرَاىَ".
(٥) محمَّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكرى، أبو عبد الله، فخر الدين الرازى، الإِمام المفسر، أوحد زمانه في المعقول والمنقول وعلوم الأوائل، وهو قرشى النسبة، أصَله من طبرستان، ومولده في الرى "سنة ٥٤٤ هـ" وإليها نسبته، ويقال له ابن خطيب الرى، توفي في هراة سنة ٦٠٦ هـ، وقد أقبل الناس على كتبه في حياته يتدارسونها، وكان يحسن الفارسية، واعظًا بارعًا باللغتين، من تصانيفه: "مفاتيح الغيب" في التفسير، وهو المعروف بالتفسير الكبير، و"مناقب الشافعى" "طبقات الشافعية جـ٥ ص ٣٣، طبقات الأطباء، جـ٢ ص ٢٣، البداية والنهاية جـ٧ ص ٩ - ١٠ط دار الغد العربى ١٩٩٢ م".
(٦) التفسير الكبير جـ١ ص ١٩ "ط دار إِحياء التراث العربى -بيروت- الطبعة الثالثة".

<<  <   >  >>