للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لغتين"]:

وإذا وُجد المقتضى للألف باعتبار لغة، والمقتضى للياء باعتبار لغةٍ أخرى كنت بالخيارين: كتبها ألفًا وكَتْبها ياء، وتُرجح إِحداهما بكثرة الاستعمال.

ونبين لك ذلك تفصيلًا على طريق السلف والنشر فنقول:

[(أ) مقتضيات كتابة الألف المتطرفة ياءً]:

أما الذي يقتضى كَتْبُها ياءً فهو ما ذكره ابن هشام (١) في باب الوقف أواخر "القطر" بقوله: "وترسم الألف ياءً إِن تجاوزتْ الثلاثة كـ "اشْتَرَى" و "المصطفى"، أو كان أصلها الياء .. إِلخ" (٢)، يعني أن المقتضِى للياء شيئان إِجمالًا، وقد يبلغ -بالتفصيل- إِلى ثمانية كما قاله ابن بَابشَاذ (٣) في "مقدمته" (٤).

المقتضى الأول: أن تزيد الكلمة -اسمًا كانت أو فعلًا- على ثلاثة أحرف ولو كانت الزيادة بحسبان الحرف المشدد أو الممدود بحرفين، وذلك.

* وزن فعَّل (صلّى - حلّى - نمّى. . . إِلخ).

بأن يضعَّف الفعل الثلاثى، أي يُشدَّد وسطه، مثل "جَلَّى" و"حَلَّى" و"خَلَّى" و"دَلَّى" و"زكَّى" و"سَمَّى" و"صَلَّى" و"عَدَّى" و"نَمَّى".


(١) عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصارى الحنبلى، جمال الدين أبو محمَّد. مولده سنة ٧٠٨ هـ من علماء النحو واللغة، وله مشاركة في الفقه، أقام بمكة مدة، وكانت وفاته بمصر سنة ٧٦١ هـ، من تصانيفه "قطر الندى وبل الصدى" و"شرحه"، و"مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب" وله شرح على "الجامع الصغير" لمحمد بن الحسن الشيبانى في فروع الفقه الحنفى، وكان أولًا حنفيًا ثم تحول حنبليًا (من مصادر ترجمته: الدرر الكامنة جـ٢ ص ٣٠٨ - ٣١٠، البدر الطالع جـ١ ص ٤٠٠، شذرات الذهب جـ٦ ص ١٩١، النجوم الزاهرة جـ١٠ ص ٣٣٦).
(٢) قطر الندى جـ٢ ص ١٥٦، بتصرف.
(٣) سبق التعريف به ص ٣١.
(٤) مقدمة ابن بابشاذ "المقدمة المحسنية في فن العربية" مخطوط -ص ٤١.

<<  <   >  >>