للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[(٢) أن يعرض للألف التوسط]]

والثانى: أن يَعْرِضَ لها التوسط، بأن يتصلَ بالفعل ضمير المفعول، أو يُضاف الاسم إِلى الضمير، مثل: "أَعْطاه إحْدَاهُما" فتكتب ألف "أَعْطَى" و "إحدَى" بصورة الألف، لا بصورة الياء التي كانت ترسم بها عند انفرادها.

وإنما مَثَّلْتُ بـ "إحْدى" للرد على مَن استثناها من المتوسطة، وإن حكاه في (الهَمْع) (١). من غير ردّ فالحق عدم الاستثناء كما نص عليها الحريرى (٢) في (الدُّرَّة) وجَعَلَ كتابتها بالياء من أوهام الخَوَّاص فقال: "وكتبوا "إِحْداها" بالياء، وكلُّ مقصور فحكْمُه -إِذا اتصل به المكنى أن يُكتب بالألف، نحو "ذِكْراها" و"بُشْراها". . . إِلخ" (٣).

وكذا إِذا أُضيف الاسم إِلى "مَا" الاستفهامية التي حُذفت ألفها ولم تتصل بها هاءُ السكت، كأن تقول: "بِمُقْتَضَامَ قُلت كيت وكيت"، حتى إِن التوسط أَثّر في غير الأسماء والأفعال، ألا ترى "إِلى" و"عَلَى" و"حَتَّى" "تُكتب بالألف إِذا جَرَرْتَ بها "ما" الاستفهامية المذكورة وَقُلتَ: "إِلامَ" و"عَلَامَ" و"حَتَّامَ"، أَوْ وَصَلتَ "حَتَّى" بضميرٍ فقلتَ "حَتَّاها" و"حَتَّاهُ" كما مَرَّ (٤).

[[مسوغات كتابة الألف المتطرفة بالألف مع وجود المقتضى للياء]]

وأما الْمُسَوْغ لكَتْبِها ألفًا مع وجود المقتضى للياء فسبعة:


(١) همع الهوامع جـ٦ ص ٣٣٦.
(٢) سبقت ترجمته ص ٣٢.
(٣) لم أجد هذا النص في درة الغواص بعد بحث دءوب. وقد ذكر بعض أوهام الخواص في الاسم المقصور ص ٢٨٠ - ٢٨٢، ومن كلامه: "ومن أوهامهم في الهجاء أنهم يخبطون خبط العشواء فيما يكتب من الأسماء المقصورة بالألف وفيما يكتب بالياء".
(٤) راجع عن ذلك ص ١٢٢.

<<  <   >  >>