للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذا إِذا جَرَّتْ "حَتَّى" ضميرًا، نحو "حَتَّاكَ" و"حَتَّاىَ" كما سبق (١).

وهذا بخلاف ما إِذا دخلت هذه الحروف على "ما" الملحقة بهاء السَّكْت أو دخلت على "مَاذَا"، أو دخلت على استفهامٍ آخر غير "ما" (مثل "مَن" أو "كَمْ")، كقول الجَعْدِى (٢) يخاطب ناقته ويدعو عليها لكثرة حنينها وتَعْويلها:

أَرَارَ الله مُخَّكَ في السُّلامَى (٣) ... عَلَى مَنِ بِالحَنِينِ تُعَوِّلينا

على رواية (شرح مُثَلَّثة) (٤) قُطْرب (٥) ورواه


(١) راجع عن ذلك ص ١٢٢، ص ٢٤٨.
(٢) هو النابغة الجعدى. واسمه قيس بن عبد الله بن عُدَس بن ربيعة الجعدى العامرى، أبو ليلى شاعر مفلق صحابى، من المعمرين. اشتهر في الجاهلية وسمى النابغة، لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله، وكان ممن هجر الأوثان ونهى عن الخمر قبل ظهور الإِسلام، ووفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم، وأدرك صفين (سنة ٣٧ هـ) وشهدها مع علىّ، ثم سكن الكوفة فسيره معاوية إِلى أصبهان مع أحد ولاتها فمات فيها وقد كف بصره وجاوز المئة. وأخباره كثيرة (من مصادر ترجمته: معجم الشعراء للمرزبانى ص ٣٢١، طبقات فحول الشعراء ص ١٠٣ الإصابة لابن حجر جـ٦ ص ٣٩١ - ٣٩٨. وانظر الأعلام جـ٥ ص ٢٠٧).
(٣) مُخٌّ رارٌ، ورَيْرٌ، ورِيرٌ: فاسد من الهزل. وأرار الله مُخَّ: جعله رقيقًا ضعيفًا. والسُّلامى: عظام الأصابع في اليد والقدم. وقال ابن الأعرابى: السلامى عظام صغار على طول الإِصبع أو قريب منها (اللسان/ رير، سلم).
(٤) المراد بالمثلث: الألفاظ التي وردت على ثلاث حركات بمعانٍ مختلفة. وأول من وضع فيها قطرب (على ما سيأتى في ترجمته في الحاشية التالية). وهي اثنان وثلاثون بيتًا، أولها: (يا مولعًا بالغضب ... إِلخ)، وعليها شروح عدة (انظر وفيات الأعيان جـ٤ ص ٣١٢ - ٣١٣، كشف الظنون جـ٢ ص ١٥٨٦). والبيت المذكور لم أجده في (شرح مثلثات قطرب) الذي طبع ضمن مجموعة تحت عنوان "البلغة في شذور اللغة" (مجموعة من مقالات لغوية) نشرها أوغست هفنر ببيروت سنة ١٩٢٤ هـ بالمطبعة الكاثوليكية.
(٥) هو محمَّد بن المستنير بن أحمد النحوى اللغوى البصري، أبو على، مولى سالم بن =

<<  <   >  >>