للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"تُقَاة" (بالمثناة أوله، وهو اسم مصدر من "التَّقْوَى"). أو أنه مثل "قُضَاة" و"كُمَاة" (بضم الكاف، جمع "كَمِىٌّ": وهو الشجاع المتكَمّى في سلاحه" (١).

والفرق مثل الصبح ظاهرٌ بين الثلاثة: الجمع السالم، والجمع المكسَّر، واسم المصدر؛ فتاء الجمع السالم بالعكس من تاء المفرد والجمع المكسَّر، فتُرسم تاء السالم بالمجرورة تبعًا للوقف عليه بها في اللغة الفصحى، نحو "صَلَوَات" و"صِلَات".

وأما عرب طَىّ فإِنهم يقفون عليها بالهاء -وعلى العكس من تاء المفرد عندهم- فتُكتب على لغتهم بالهاء، نظرًا لوقفهم. حكى في "القَطْر" وغيره أنه سمع من كلامهم "كيف الأُخْوه والأَخَوَاه؟ " و"دَفْنُ البَنَاه منَ المكْرُمَاه" (٢).

فتَحصَّل أن بين تاء المفرد وتاء الجمع معاكسة في اللغتين، فلا تَلتَبِسُ في اللغة الواحدة منهما تاء "الصَّلاة" بتاء "الصّلَات"، ولا تاء "الحَيَاة" بتاء "الحيات".

"والقاعدة في ذلك" أن الرسم في كلتا اللغتين تابع للوقوف لما مرَّ أن الكتابة على تقدير الوقف والابتداء (٣).

[التاء في (هَيْهات - رحمة - النجاة)]:

نَعَم، التاء في "هَيْهَاتَ" يصح الوقف عليها بالهاء كالتاء، لكنهم أجمعوا على كتابتها بالتاء كما أجمع الكتَّاب على رسم "رَحْمة الله" بالتاء في قولهم: "السَّلامُ عَلَيكُمْ ورَحْمَتُ الله" أول الكتاب وآخره في الرسائل خاصة،


(١) الكَمِىُّ: اللابس السلاح. وقيل: هو الشجاع المقْدِم الجرىء "اللسان - كمى".
(٢) شرح قطر الندى جـ٢ ص ١٥٣.
(٣) راجع عن ذلك ص ٩٥ - ٩٦، ص ٢٩٢.

<<  <   >  >>