للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو كانت حَشْوًا.

وإن سقطت لفظًا وقعت بعد "ألـ" أو بعد حرفٍ مفرد كاللام في المصادر من نحو: "الائِتمَام" و"الائْتِلاف" و"لاِئْتِمَانِه" و"لاِئْتِلَافِه". أو وقعت بعد الفاء في الفعل نحو "فائْتَمَّ بِه" و"ائْتَلَفَ"، ونحو "فاضْرِبْ".

فإِن قيل: إِثباتها في الخط إِنما هو نظرًا للابتداء بها. وقد ذَكَرت في الباب الأول وما بعده أنه إِذا دخلت الفاء أو الواو على نحو "ايتُونِي" و"ايتَزَرَ" تُحذف همزة الوصل والياء ويكتب "فأتُونِى"، "فأتَزَر"، فلِمَ ثَبَتَتْ مع دخول الفاء على "اضْرِبْ" إِذا قلتَ "فاضْرِبْ" أو قلتَ "فائْتَمَّ" و"ائْتَلَف"، وفي "الائْتِمَام" و"الائْتِلاف"، وفي "لاِئْتِمَانِه"؟.

قلتُ: لو حُذفت من ذلك لالتبس المصدران بـ "الإِتْمَام" و"الإِتْلاف"، والتبصر فعل "الضَّرْب" مثلًا بالفعل الماضي. فَلِمَنْع الالتباس جُعلتْ الألف أو الهمزة لازمة خَطًّا.

وسيأتى بيان المواضع التي تُحذف منها خَطًّا في الباب الرابع (١).

وأما همزات الوصل التي في الأسماء التسعة فتثبت نظرًا للابتداء بها وإن دخلت عليها "ألـ"، ولا يحذف منها شىء خطًا وإن حذف لفظًا، إِلا في "اسْم" و"ابْن"، فإِن ألفهما تُحذف خَطًّا في مواضع بشروط تأتى في باب الحذف (٢).

[ثانيًا: زيادة الألف في الحشْو (مائة ومضاعفاتها)]:

وأما زيادة الألف حَشْوًا ففى كلمة "مِائَة" قالوا في علة زيادتها: للفرق بينها وبين "مِنْه"، فإِن الهمزة في "مِائَة" تُكتب ياءً لوقوعها مفتوحة بعد كسرة حتى يجوز نَقْطُها والنطق بها ياءً حقيقية غير مُشدَّدة كما في قول


(١) سيأتى بيان هذه المواضع بداية من ص ٣٣٢.
(٢) ستأتى هذه الشروط بداية من ص ٣٤٠ - ٣٤٢.

<<  <   >  >>