للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكقول الآخر في البيت المشهور.

والمُسْتَجِيرُ بِعَمْروٍ عند كُرْبَتِه ... كالمُسْتَجِيرِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بالنَّارِ (١)

ولكنهم نظروا إِلى أنه ليس كلُّ أَحدٍ ممن يقرأ الكِتاب يعِرِف وزن الشعر وخلله، ولا كلُّ أحدٍ يعرف القرينة، فزادوها باطِّراد، حتى إِن كثيرًا من جهلة الكتَّاب يزيدها في "عَمْرو" المنصوب المنوَّن، مع أنها لا تُزاد في المنون المنصوب، لوجود الفارق بينهما، وهو الألف التي تكتب بعد "عَمْرو" المنصوب بدلًا عن التنوين، فإِن "عُمَر" ممنوع من الصرف والتنوين.

نَعَمْ، إِذا أَجْرى الكاتب على لغة ربيعة -الذين لا يكتبون ألفًا بعد المنوِّن- يحتاج إلى زيادة الواو في المنصوب، لأنه لا فارق حينئذ بينه وبين "عُمَر" إِلا بالواو.

فإِن كان منصوبًا غير مُنَوَّن -بأَنْ وُصِف بـ "ابْن" متصل به- كما إِذا قيل: "إِن عَمْرو بن العاص (٢) هو الذي بني مصْرَ الفُسْطاط" أو قيل: "إِن عَمْرو ابنَ هِند (٣) هو الذي أمر بقتل طَرْفَةَ بن العَبْد" (٤) - وجب إِثباتُ الواو


(١) البيت من البسيط، وهو للأخطل. انظر المصون لأبي أحمد العسكري ص ٢١، الأغانى جـ٧ ص ١٨٦، ديوان الأخطل ص ٢٢٥.
(٢) عمرو بن العاص بن وائل السهمى القرشى، أبو عبد الله، فاتح مصر وأحد عظماء العرب ودهاتهم وأولى الرأى والحزم فيهم. أسلم في هدنة الحديبية. وفضائله ومناقبه كثيرة جدًا. مات رضي الله عنه سنة ٤٢ هـ (من مصادر ترجمته: الإِصابة جـ٤ ص ٦٥٠ - ٦٥٤، تهذيب التهذيب جـ٨ ص ٥٦ - ٥٧).
(٣) هو عمرو بن المنذر اللخمى ملك الحيرة في الجاهلية. عرف بنسبته إِلى أمه هند (عمة امرئ القيس الشاعر) تمييزًا له عن أخيه عمرو الأصغر (ابن أمامة). ملك بعد أبيه المنذر الثالث واشتهر في وقائع كثيرة مع الروم والغسانيين وأهل اليمامة. وهو الذي قتل طرفة بن العبد الشاعر (الآتية ترجمته بعد سطور) وكان شديد البأس كثير الفتك، هابته العرب وأطاعته القبائل خمسة عشر عامًا، وقتله عمرو بن كلثوم الشاعر (صاحب المعلقة) نحو سنة ٤٥ قبل الهجرة (الكامل في التاريخ لابن الأثير جـ١ ص ٤٣٣ - ٤٣٤. وانظر الأعلام للزركلى جـ٥ ص ٨٦).
(٤) طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد البكرى الوائلى، أبو عمرو شاعر جاهلى، من الطبقة =

<<  <   >  >>