للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحميها من كل ذى قلبٍ مريض، وحاسدٍ مُبْغض، وحاقدٍ بغيض.


= لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعًا.
الثاني: أن يتوسل بدعائه - صلى الله عليه وسلم - في حياته وبحضوره كما في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس فقال: "اللهم إِنا كنا إِذا أجدبنا نتوسل إِليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إِليك بعم نبينا فاسقنا. فيسقون". وقد بين عمر رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون به في حياته فيسقون. وكيفية هذا التوسل به أنهم كانوا يسألونه أن يدعو الله لهم فيدعو لهم، ويدعون معه ويتوسلون بشفاعته ودعائه.
الثالث: أن يتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، سواء في حياته أو بعد مماته، فهذا توسل بدعى لا يجوز على الراجح من قول أهل العلم، وهذا ما عليه جمهور العلماء، وهو اختيار شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمة الله عليه. ولا يلزم من كون جاهه - صلى الله عليه وسلم - عند ربه عظيمًا أن نتوسل به إِلى الله تعالى لعدم ثبوت الأمر به عنه - صلى الله عليه وسلم -.
أقول: أردت -بعد هذا العرض الموجز لأنواع التوسل- أن أنبه على ما وقع فيه المؤلف -رحمه الله وعفا عنا وعنه- من التوسل غير المشروع. ولست هنا بصدد الحديث عن هذه المسأله بتفصيل. وأحيل القارئ إِلى كتب أهل العلم، وأخص بالذكر كتاب (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) لشيخ الإِسلام ابن تيمية. وكتاب (التوسل: أنواعه وأحكامه) للشيخ محمَّد ناصر الدين الألبانى، ففيهما الغُنْية والكفاية. والله الهادي إِلى الحق والصواب.

<<  <   >  >>