للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(تفسيره الكبير) ما نصه: "لَمَّا كان المرجع بالحركة والسكون في هذا الباب إِلى أصوات مخصوصة لم يجب القطعُ بانحصار الحركات في العدد المذكور. قال ابن جِنّى (١): اسم المِفْتاح بالفارسية -وهو كليد- لا يُعرف أن أوله متحرك أو ساكن. قال: وحدثنى أبو على -يعني الفارسي (٢) - قال: دخلت بلدةً فسمعت أهلها ينطقون بفتحة غريبة لم أسمعها قبل، فتعجبت منها، وأقمت بها أيامًا، فتكلمت بها، فلما فارقت تلك البلدة نسيتها" انتهى (٣).

وبمثله يقول الفقير: وقع لي نظير ذلك لما أقمت مُدّةً في مدينة باريس، ثم رجعت بحمد الله سالمًا (٤).

فإِن قيل: قد جعلوا في العربية رموزًا بحروف صغيرة وأشكال أخرى غير الحركات الثلاث ذكرها الأشمونى في (باب الوقف) (٥).


(١) سبق التعريف بابن جنى ص (٨١).
(٢) تقدمت ترجمة أبي على الفارسي ص (٨١).
(٣) التفسير الكبير جـ١ ص ١٤٦.
(٤) راجع ترجمة المؤلف في مقدمة التحقيق.
(٥) شرح الأشمونى على الألفية جـ٤ ص ٢٠٩. قال الأشمونى: "في الوقف على المتحرك خمسة أوجه: الإِسكان والرَّوْم والإِشمام والتضعيف والنقل. ولكل منها حدٌّ وعلامة.
١ - فالإِسكان: عدم الحركة. وعلامته (خ) فوق الحرف، وهي الخاء من (خف) أو (خفيف).
٢ - والإِشمام: ضم الشفتين بعد الإِسكان في المرفوع والمضموم، للإِشارة إِلى الحركة من غير صوت. والغرض به الفرق بين الساكن والمسكَّن في الوقف. وعلامته نقطة قدام الحرف.
٣ - والروم: هو أن تأتى بالحركلة مع إِضعاف صوتها. والغرض به هو الغرض بالإشمام، فإِنه يدركه الأعمى والبصير، والإِشمام لا يدركه إِلا البصير، ولذلك جعلت علامته (أي: الروم) في الخط أتم، وهو خط قدام الحرف هكذا (-).
٤ - والتضعيف: تشديد الحرف الذي يوقف عليه، والغرض به الإِعلام بأن هذا الحرف متحرك في الأصل، والحرف المزيد للوقف هو الساكن الذي قبله، وهو المدغم وعلامته (ش) فوق الحرف، وهي الشين من (شديد).
٥ - والنقل: تحويل الحركة إِلى الساكن قبلها. والغرض به إما بيان حركة الإِعراب، أو الفرار من التقاء الساكنين. وعلامته: عدم العلامة" اهـ.

<<  <   >  >>