للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلدون (١). طريقةً في "مقدمة" تاريخه للأسماء التي أدخلها فيه مثل " بُلُكِّين" (٢) بالكاف القريبة من القاف.

والذي يستحسنه الفقير أن يُتّبع فيها ما يكتب عند أهلها بتعداد نَقْطها، تنبيهًا على أنها دخيلة، ويُلفظ بهَا كنطق أهلها.

وأما "الزاى" فينطقونها بثلاث من فوق، لمغايرة مَخْرجها لمخرج العربية، فمن ذلك: "تَوّز" (٣) -اسم بلدة بالعجم، منها الإِمام التَّوَّزى اللُّغَوِى (٤) - تارة تجده في "المزْهِر" مكتوبًا بالزاى، وتارة بالجيم، فيقول: الإِمام التُّوَّجى لعدم وجود المخرج بين المخرجين في العربية (٥).

وكذلك "الكاف" العجمية تنطق مثل "جيم" العَوَامّ بمصر، وهي مستعملة في لغة اليمن، يقولون "الجَعْبَة" في "الكَعْبة" كما في "المزْهِر". كما يُنطق بالكاف الفارسية في "الكُلَّنَار" الذي عَّربته العرب "بالجُلَّنَار"، وكالكاف في كلمة "الإِنِكِليز" و"الفَرَنك" و"الكلستان" و"الكُلَّاج" "الذي يقال فيه: "الجُلَّاش".


(١) تقدمت ترجمته ص ٥٤.
(٢) هو أبو الفتوح بلكين بن زيرى بن مناد الحميرى الصنهاجى، ويسمى أيضًا يوسف، والأول أشهر، وفاته سنة ٣٧٣ هـ "له ترجمة في وفيات الأعيان جـ١ ص ٢٨٦ - ٢٨٧".
(٣) تَوَّز "بفتح أوله وتشديد ثانيه وزاى": بلدة بفارس قريبة من كازرون، فتحها عمر بن الخطاب سنة ١٩ هـ وهي تَوَّج "انظر مراصد الاطلاع جـ١ ص ١٨٠ - ١٨١".
(٤) هو عبد الله بن محمَّد بن هارون التَّوَّزى، ويدعى بالقرشى، أبو محمَّد إِمام في اللغة، وفاته سنة ٢٣٨ هـ من تصانيفه: "كتاب الأمثال" "كتاب الأضداد" و"كتاب النوادر" وغيرها "من مصادر ترجمته: إِنباه الرواة جـ٢ ص ١٢٦، بغية الوعاة ص ٢٩٠".
(٥) قال السيوطي في المزهر "جـ٢ ص ٤٠٧": "وأخذ الناس علم العربية عن علماء المصرين "يعني البصرة والكوفة" وكان من برع منهم: أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد التَّوَّجى، ويقال: التَّوَّزِى" وقال أيضًا "جـ٢ ص ٤٤٤" عنه: "واشتهر بالنسبة إِلى بلده تَوَّج أو تَوَّز، وهي بلدة بفارس" وفي "جـ٢ ص ٤٠١" ذكره بالجيم، وفي "٢/ ٣٦٩، ٤٠٣" ذكره بالزاى.

<<  <   >  >>