للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كالسيوطي (١) فإِن له في ذلك رسالة سماها: (كَبْتُ الأَقْران في كَتْبِ القرآن) كما قاله في (شرح النُّقاية) (٢).

[[خط العروضيين]]

وثانيها: خط العَرُوضِيّين، وهو على حسب الملفوظ به. قال أبو حيان (٣): "وذلك لأن العَرُوضيين يكتبون ما يُسمع خاصة، إذ الذي يُعتَدُّ به في صَنْعةِ العَرُوض إِنما هو ما يُلفظ به، لأنهم يريدون به عَدَّ الحروف التي يقوم بها الوزن، متحركًا كان أو ساكنًا، فيكتبون التنوين نونًا، ولا يراعون حذفَها في الوَقْف، ويكتبون المدْغَم -أي المشدَّد- حرفين، ويكتبون الحروف بحسب أجزاء التفاعيل، فقد تنقطع الكلمة بحسب ما يقع من تَبْيِين الأجزاء، كقوله:

يَاْدَارَمَىْ يَتَبِلْ عَلْيَا افَسْ سَنْدِىْ ... أقوت وَطَاْ لَعَلَىْ هَاْسَاْ لَفَل أَمَدِىْ

لأن تقطيعه: (مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ) أربع مرات. وكتابة هذا البيت في الخط الذي ليس في علم العَرُوض هكذا:


= ابن عمر) الدمشقي الشيرازى الشافعى الشهير بابن الجزري، شيخ الإِقراء في زمانه، ومن حفاظ الحديث. ولد في دمشق سنة ٧٥١ هـ ونشأ بها وابتنى فيها مدرسة سماها "دار القرآن" ورحل إِلى مصر مرارًا ودخل بلاد الروم وسافر مع تيمورلنك إِلى ما وراء النهر، ثم رحل إِلى شيراز فولى قضاءها ومات فيها سنة ٨٣٣ هـ ومن تصانيفه: "النشر في القراءات العشر" "غاية النهاية في طبقات القراء" "طيبة النشر في القراءات العشر" (منظومة) وله نظم أكثره أراجيز في القراءات (من مصادر ترجمته: الضوء اللامع جـ٩ ص ٢٥٥، شذرات الذهب جـ٧ ص ٢٠٤ - ٢٠٦، البدر الطالع جـ٢ ص ٢٥٧ وانظر الأعلام جـ ٧ ص ٤٥).
(١) سبق التعريف بالسيوطي ص ٣١.
(٢) إِتمام الدراية لقراء النقاية ص ١٠٨ - وراجع عن كتاب النقاية وشرحه ما كتبناه في الحاشية رقم (٢) ص٨٠. وقد أخطأ محققه وذكر كتاب السيوطي المذكور هنا باسم "مكتب الأقران في كُتُب القرآن" وهو تصحيف واضح. والصواب ما أثبته أبو نصر الهورينى.
(٣) سبق التعريف بأبى حيان ص ٣٢.

<<  <   >  >>