للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعلوم من الأصول المقررة في لغة العرب أنه لا يُبدأ بساكن، ولا يُوقف على متحرك في غير الضرورة، ولا على التنوين بأقسامه الأربعة المعروفة دون البقية. قال في أول (الخَزْرَجِيَّة):

*وأَوَّلُ نُطقِ المرءِ حَرْفٌ مُحَرَّكٌ (١) *

وقال في (الجَزَرِية):

وَحَاذِرِ الوَقْفَ بكُلّ الحَرَكَةْ ... إِلا إِذَا رُمْتَ فَبعْضُ حَركَهْ (٢)

فلا يُوقف على ما يُبدأ بها، لأنه لازمُ التحرك، والتحرك غير سائغٍ عند الوقف.

[الكلمة التي على حرف واحد وِإلحاق هاء السكت]:

ومِن ثمَّ لم يكن من أصولهم في الكلمة التي على حرف واحد -وضعًا أو عارضًا- أن تُكتب مقطوعةً عما يَتَّصل بها قَبْلُ أو بَعد. فإِن لم يُوجد ما يَتَّصل بها أُلْحِقَتْ بها هاءُ السَّكْت وجوبًا، كما إِذا قيل لك: كيف تنطق بفعل الأمر من اللفيف المفروق مثل: "وَفَى" أو "وَقَى" أو "وَعَى" أو "وَشَى" أو "وَنَى"؟، فتقول من الأول: "فِهْ"، بإِلحاق هاء السكت الساكنة لفظًا وخطًّا وجوبًا، وتركُها يُعَدُّ من الخطأ كما صَرَّح به شخ الإِسلام في مُبْطِلات الصلاة


(١) متن الخزرجية (ضمن مجموعة متون - مطبعة الحلبى ١٣٠٤ هـ) ص ٢٩٠. وتمامه:
وأولُ نطقِ المرءِ حرفٌ مُحرَّكٌ ... فإِن يأْتِ ثانٍ قيل ذا سببٌ بَدَا
وسميت بالخزرجية نسبةً إلى مؤلفها عبد الله بن محمَّد الأنصارى الخزرجى الأندلسى الإِسكندرى المعروف بأبى الجيش المتوفى سنة ٦٢٦ هـ.
(٢) متن الجزرية ص ١٣ (طبع مكتبة محمَّد على صبيح بالأزهر - ضمن مجموعة من المتون).

<<  <   >  >>