للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{قُلْ (أي يا محمد) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (١). وأصبحوا بهذا التصديق مسلمين؟.

وإذا بقي الطرف المسيحي في جماعة الإخاء الديني على الإيمان بألوهية المسيح وبالتالي بقي على شركه بالله - جَلَّ جَلاَلُهُ -، فما هي صورة التقريب للإسلام، التي يقترحها هذا الطرف على الطرف المؤمن برسالة الرسول محمد - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -؟. إن الفجوة واسعة بين تأليه الإنسان والشرك بالله من جانب، وإخراج الإنسان كلية من إطار الألوهية وقصرها على الله وحده من جانب آخر.

ومن أجل اتساع الفجوة بين نوعي الإيمان والاعتقاد على هذا النحو أو ذاك يصف القرآن موقف الطرف المسيحي في إيمانه بألوهية عيسى، وبشركه بالله - جَلَّ جَلاَلُهُ -: بالغلو والتطرف فيقول القرآن الكريم:

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ (بتأليه المسيح وبالتثليث في الألوهية) وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ} [النساء: ١٧١] .. (ثم يوضح حقيقة الاعتقاد كما جاءت به الرسالة السماوية في قول المولى سبحانه): {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء: ١٧١]، (فهو إنسان أرسل من الله وأمه مريم، وهي


(١) [آل عمران: ٦٤]

<<  <   >  >>