للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحضنة، ثم واصل سيره الى بلاد القبائل حيث توقف تماما وعجز عن مواصلة زحفه الى بقية مناطق الثورة شرقا عندئذ أدرك الجنرال ديغول الفشل الذى أصاب برنامج شال لأنه لم يستطع أن ينتهى من أعماله الحربية من الناحية الغربية حتى عاد نشاط الثوار من جديد الى مقاطعة وهران كما كان من القوة والاتساع، وكذا عاد نشاط الثوار الى جبال الونشريس، وجبال الحضنة وقتل جنرال كبير وهو ((جارو)) واثنان من ضباطه الكبار خلال إحدى المعارك.

وفي اليوم الذى غادر فيه الجنرال ديغول تلقى تقريرا رسميا عن العمليات الحربية فوجده مليئا بهجمات جيش التحرير امتدادا من الغزوات في غرب الجزائر الى القالة في شرقها، كان يتلو أنباء المعارك التي دارت في ذلك اليوم في وهران، والونشريس والحضنة وقسنطينة، وسوق أهراس حتى فوجئ بمصرع الجنرال جارو في إحدى المعارك ...

ولمس الجنرال ديغول تغير نغمة ضباطه بحيث صار الجنرال شال يطالب بمزيد من الامدادات.

ولما سأل الجنرال ديغول القائد العام في الجزائر وأركان حربه عما إذا كان بوسعهم تحديد موعد انتهاء عمليات التهدئة أجابوا بأن ذلك متروك للظروف الحربية وحدها، ولا يمكن التنبؤ به ولو بصفة تقديرية لصعوبة الموقف، وعلى إثر ذلك صرح الجنرال ديغول قائلا: إذن لا يزال الطريق أمامنا طويلا ...

هذا ما كان من برنامج شال القائد العام للقوات المسلحة في الجزائر فإنه باء بالفشل التام والخيبة المريرة، وتبخرت آمال جنرالات فرنسا في الهواء، لقد عجزوا عن تحقيق أي انتصار عسكري على جيش التحرير، وأفلسوا في جميع برامجهم وخططهم الحربية بحيث أحبطت لهم الثورة جميع الهجومات العنيفة.

<<  <   >  >>