للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قاموا لاستنهاض همم هذه الأمة، ليحركوا ما كان ساكنا منها، فناشدوا ضمائرها لتنبعث عقلية مشبعة بالروح الإسلامي في نفوس الأفراد والجماعات ولتبرز الحياة من داخل النفس.

فتحافظ على الكيان الاجتماعي من القلق الدائم، واضطرابات النفوس المستمرة ونبذ الخصومات والمنازعات من بين المسلمين، والعداوة المستحكمة الحلقات بينهم، واحلال محلها الأخوة والوئام، والاتحاد والانسجام ليقضى على التفرق ونزعات الطوائف، وعلى ما نجم من الثقافات الأجنبية والحضارة الدخيلة المتعاقبة على أوطان المسلمين، والمبادئ الهدامة التي غرسها الاستعمار في الأمة أيام الاحتلال، لأن المسلمين عاشوا قرونا كثيرة وهم بعيدون عن تعاليم الاسلام وإن كانوا متشبثين به دائما رغم أنف الاستعمار.

وهؤلاء الدعاة يعلمون علم اليقين أن المسلمين اذا تمسكوا بالإسلام يكونون أقوياء ما في ذلك شك ولا ريب، وقادرين على البناء والتشييد في جميع مجال الحياة، أيام كان المسلمون متمسكين به كان لهم مجد يعنو لجلاله وعظمته كل مجد وقادة وأبطال فتحوا العالم غربا وشرقا، وأعلام نبغوا في كل علم وفن، فكانوا هداة العالم، وكوكب عليائه، وان أقدس تراث للمسلمين هو الدين الحنيف الذى بين طريق السعادة، وعلم الأخلاق الفاضلة، فعليه قام المسلمون وبه فازوا على جميع الأمم، وعليه شايعتهم وعلى كلمته تابعتهم.

هذه النهضة التي وقعت في القرن الرابع عشر الهجري حصلت على أيدى نخبة من علماء المسلمين، تبلورت في حركة اصلاحية شاملة مناهضة لسياسة الاستعمار ومحركة لجمود المجتمعات الاسلامية وركودها، هذه الحركة كانت هي السبب في تحرير المسلمين من نير الاستعباد.

كان جمال الدين الأفغاني - طيب الله ثراه - أنبغ عقلية، وأقوى شخصية في العالم الاسلامي، وأثبت من غيره من نوابغ الشرق على مواجهة طغيان حضارة الغرب والفلسفة المادية الالحادية التي بدأت تغزو المسلمين حينذاك فأهاب بالمسلمين الى التمسك بالدين الحنيف لينقذوا أنفسهم من التيارات الغربية

<<  <   >  >>