للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرى الاسلام عروة عروة فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة (ها نحن نشاهد مصداق هذا الحديث الشريف، المسلمون اليوم لا يتعاملون بالإسلام فيما بينهم، ولا يتحاكمون الى كتاب الله وسنة رسوله لقد انفصل ما بينهم وبين الاسلام من عهد وميثاق، وبعد ما بينهم وبينه من روابط وصلاة فاستبدلوه بقوانين وضعية أجنبية تهدر الكرامة وتفتل الضمير حتى شاعت الفاحشة في الذين آمنوا.

يقول محمد اقبال الفيلسوف المسلم في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في القدس سنة ١٣٣٨ هـ - ان الاسلام مهدد بخطرين مصدرهما الغرب أولهما الالحاد وثانيا الاستعمار، ومستقتل العرب رهن بوحدتهم فإذا تمت الوحدة العربية علا شأن المسلمين في كل أنحاء الأرض، والعرب يحاولون الوحدة الآن خارجة عن نطاق الاسلام، وأنهم لا يتوصلون الى الوحدة الحقيقية التي تنتظرها الشعوب الاسلامية منهم.

المجتمع الصالح يجتمع فيه صنفان من الناس السراة والهداة، فالسراة هم الأمراء المخلصون الصالحون، والهداة هم العلماء الربانيون الذين يعرفون الحق ويصرخون به دون أن يخافوا في الله لومة لائم. كما قال الشاعر الحكيم:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا

قيادة الجاهلية تكون عندما ينعدم العلماء المتفقهون الناصحون قد يوجد الحاكم المقتدر ولكنه محتاج الى مذكر ومبصر، فإذا وجد بجانبه العالم الناصح المخلص كمل أمر هذا الحاكم كما قال عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه عندما تولى الخلافة فقال: (أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم (هذا الكلام في غاية الصواب والعدل، وصاحبه يشعر بمسؤولية كبرى ملقاة على عاتقه، ولهذا فهو يطلب من الأمة أن تعينه إذا استقام في حكمه وإذا حاد عن الحق فلا طاعة له.

يا حبذا لو يقتدي أمراء المسلمين بهذا الخليفة العادل الذي رد الأمن والطمأنينة الى النفوس في زمن قصير جدا.

<<  <   >  >>