للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[صورة]

«وانشغل ضباطه وخلفاؤه، أول الأمر، باكتشاف جزيرة هايتي (اسبانيولا) واحتلالها، وكانت ما تزال في داخلها أراض شاسعة مجهولة وقد تولى هذه المهمة كل من دييغو فيلاسكيز وبانفيلو دو نارفيز، فأبدينا من ضروب الوحشية ما لم يسبق له مثيل، مفتنين في تعذيب سكان الجزيرة بقطع أناملهم وَفَقْءِ عُيُونِهِمْ، وصب الزيت المقلي، والرصاص المذاب في جراحهم، أو بإحراقهم أحياء على مرأى من الأسرى ... ليعترفوا بمخابئ الذهب، أو ليهتدوا إلى الدين! وقد حاول أحد الرهبان إقناع الزعيم (هاتيهاي) باعتناق الدين، وكان مربوطًا إلى المحرقة، فقال له: إنه إذا تعمد يذهب إلى الجنة ... فسألة الزعيم الهندي: " وهل في الجنة إسبانيون؟ " فأجابه الراهب: " طبعًا، ما داموا يعبدون الإله الحق! " فما كان من الهندي إلا أن قال: " إذن، أنا لا أريد أن أذهب إلى مكان أصادف فيه أبناء هذه الأمة المتوحشة! "».

غدًا اكتشاف الأوقيانوس الهادئ

[جريدة " الحياة " (بيروت)، السنة ٩، العدد ٢٤٩٤، الأربعاء ٢٣ حزيران ١٩٥٤، ٢٣ شوال ١٣٧٣ هـ.]

<<  <   >  >>