للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المفصلة وأكثروا من إرسال المبشرين والمبشرات لهذه الغاية، ثم استعانوا على ذلك بكثير من الجمعيات النسائية في أمريكا (١).

وَتَبَدَّى موضوع المرأة في صورته الحقيقية من أن المرأة عنصر فعال في الحياة الدينية، فإذا بالمؤتمر التبشيري الذي عقد في القاهرة عام ١٩٠٦ يتمخص، فيما تمخض عنه، عن هذا النداء الذي وضعته الأعضاء المبشرات في ذلك المؤتمر:

«لاَ سَبِيلَ إلاَّ بِجَلْبِ النِّسَاءِ المُسْلِمَاتِ إِلَى المَسِيحِ. إِنَّ عَدَدَ النِّسَاءِ المُسْلِمَاتِ عَظِيمٌ جِدًّا لاَ يَقِلُّ عَنْ مِائَةِ مِلْيُونَ، فَكُلُّ نَشَاطٍ مُجِدٍّ لِلْوُصُولِ إِلَيْهِنَّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ أَوْسَعَ مِمَّا بُذِلَ إِلَى الآنَ. نَحْنُ لاَ نَقْتَرِحُ إِيجَادَ مُنَظَّمَاتٍ جَدِيدَةٍ، وَلَكِنْ نَطْلُبُ مِنْ كُلِّ هَيْئَةٍ تَبْشِيرِيَّةٍ أَنْ تَحْمِلَ فَرْعَهَا النِّسَائِيَّ عَلَى العَمَلِ وَاضِعَةً نُصُبَ عَيْنَيْهَا هَدَفًا جَدِيدًا هُوَ الوُصُولُ إِلَى نِسَاءِ العَالَمِ المُسْلِمَاتِ كُلُّهُنَّ فِي هَذَا الجِيلِ ..» (٢).

ومنذ زمن قديم والمبشرون يرون أن يهاجموا هذا المعقل الحصين في الإسلام، فزعموا أن المرأة المسلمة متأخرة، وأنها لا تتحرر إلا إذا دخلت في النصرانية (٣). ثم إنهم يزعمون أيضًا «أَنَّ الدِّينَ الإِسْلاَمِيَّ نَفْسُهُ مَصْدَرُ أَلَمٍ لِلْمَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، إِنَّهَا تَتَأَلَّمُ بِسَبَبِهِ طَبِيعِيًّا وَرُوحِيًّا وَعَقْلِيًّا: إِنَّهَا تَخَافُ مِنْ زَوْجِهَا وَمِنَ المَوْتِ وَمِنَ الطَّلاَقِ» (٤).

على أن الذي يفتريه المبشرون على المرأة المسلمة كثير لا سبيل إلى حصره ولا إلى تعداد وجوهه، فلماذا يفعلون ذلك؟ إن لذلك عندهم غايتين (٥):

١ - أن يثيروا عاطفة الأغنياء من النصارى في أوروبا وأمريكا للبذل في سبيل التبشير.

٢ - أن يحطموا من عزيمة المسلمين ويحملوهم على الشعور بالنقص في أنفسهم.

ويبالغ بعض المبشرين فيزعم أن المسلمين لا يستطيعون أن يتخيلوا أن بإمكان المرأة أن تتعلم الدين. فمن أجل ذلك يريد هذا المبشر الذكي أن يستغل المبشرون كلهم هذه الناحية فيرسلوا إلى أفغانستان خاصة نساءً مبشرات منهم. من هذا السبيل تستطيع هؤلاء المبشرات أن يدخلن إلى الحريم (٦) فيبشرن بين نسائه من غير أن يتسرب شك إلى الأفغانيين بحقيقة مهمتهن (٧).


(١) Re-thinking Missions ٢٧١. ٢٧٣, cf. ٢٨٥
(٢) Gairdner ٣٠٥
(٣) Methods of Missions ٢١
(٤) ibid. ١١١ f
(٥) ibid. ١١٠
(٦) لا يزال كثيرون من الغربيين يعتقدون بأن البيت الإسلامي دائرة مضروبة على نساء يتمتع بهن الرجل على هواه.
(٧) Islam and Missons ١٨٢

<<  <   >  >>