للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهم تلك الأهمية (١) فيتيسر للغربيين حينئذٍ من طريق هؤلاء أن ينفذوا إلى حياة الشرقيين.

ومن أبرز أنواع الأندية «بيوت الشباب». وهذه في الحقيقة نزل ينزلها من تضيق في وجوههم سبل العيش من الشبان أو ممن لا بيوت لهم أبدًا. وقد أصبحت هذه النزل جُزْءًا من البرنامج التبشيري منذ عهد قريب - بعد عهد قريب - بعد الحرب العالمية الأولى - فقد أخذ المبشرون يُؤْوُونَ إلى هذه النزل الصبيان والبنات والذين لا بيوت لهم، وقد كان هؤلاء يعلمون فيها أو يدربون على الأساليب المسيحية (٢). ويعتمد البروتستانت الفرنسيون على مثل هذه الأندية في شمال أفريقيا، وفي جنوبي الجزائر على الأخص، للتبشير وبسط النفوذ (٣).

أما في لبنان خاصة فيعد اليسوعيون امثال هذه الأندية «حَرْبًا صَلِيبِيَّةً مَسِيحِيَّةً» (٤) فهم يقولون: «إِنَّ الصَّلِيبِيَّةُ الأَفْخَارِسْتِيَّةِ تَزْدَهِرُ بَيْنَ الأَيْفَاعِ (٥) وَالصِّغَارِ. مِنْ هَؤُلاَءِ تُحْشَدُ هَذِهِ الصَّلِيبِيَّةُ خَيْرَ الجُنُودِ لِلأَخَوِيَّةِ (٦)، وَهَؤُلاَءِ هُمْ نَوَاةُ النَّادِي الكَاثُولِيكِي الذِي أُنْشِئَ فِي جَامِعَةِ يُوسُفَ اليَسُوعِيَّةَ فِي بَيْرُوتَ».

هذا النادي، الذي لا يزال يعمل، هو للنصارى الكاثوليك وحدهم وعلى غرار " الجمعية الكاثوليكية للشبان الفرنسيين " (٧)، ولكن يمكن أن يُقْبَلَ فيه نفر من النصارى الأرثوذكس على أن يكونوا أعضاء مشتركين، لا أعضاء عاملين. إن بحوث هذا النادي (٨) بحوث مذهبية كاثوليكية. وأما منهاجه فهو في الدرجة الأولى «الحَيَاةُ الرُّوحِيَّةُ» الكاثوليكية. وأبرز ما فيه هذا المنهاج القداديس والبحوث المذهبية (٩).

التَّعْلِيمُ المَجَّانِيُّ:

وأما التعليم المجاني يظهر عليه طابع الإحسان فإن المبشرين يهتمون به أيضًا. يعتقد اليسوعيون أنه يجب أن يقوم إلى جانب كل مدرسة يدفع طلابها النفقات المدرسية مدرسة


(١) Milligan ١٠٨
(٢) ibid. ١٠٨ f
(٣) cf. MW, Apr. ٣٨, p. ٢٠٧
(٤) في الأصل: صليبية أفخارستية - Croisade Eucharistique
(٥) الأَيْفَاعُ: جَمْعُ يَفِعٍ: الغلام في العاشرة من سنه أو فوق ذلك قليلاً.
(٦) الأخوية: جمعية دينية مسيحية.
(٧) Assocation Catholique de la jeunesse Française
(٨) يعرف هذا النادي باسم: foyer de la jeunesse Catholique
(٩) Les Jésuites en Syrie ٥ : ٢٣ ff

<<  <   >  >>