للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويجب أن نعتبر أن التبشير الحقيقي يقوم في هذه المؤسسات الاجتماعية كالمدارس والكليات والمستشفيات والمستوصفات النقالة على الأخص والمحطات الزراعية ودور النشر. وكل تبشير خارج هذه المؤسسات إنما هو شذوذ عن القاعدة الصحيحة (١).

وكذلك الصناعة تستحق من عناية المبشرين ما تستحقه الزراعة تمامًا. لذلك فرض المبشرون على المبشرين النصارى منهم وعلى النصارى ممن ليسوا مبشرين، أن يخالطوا العمال ويعايشوهم حتى يسيطروا على الأوساط الصناعية بروح نصراني. وعلى المبشرين أن يؤثروا في العمال غير النصارى بسلوكهم الشخصي فيمثلوا لهم بأقوالهم وأعمالهم أن التقدم مسيحي، وأن الاختراعات والاكتشافات مسيحية، وأن الطرق الحديثة في الصناعة مسيحية أيضًا (٢).

• • •

وهكذا يبدو لنا بجلاء، قبل أن ننفض القلم من مداده، أن جميع أعمال البر والإحسان التي يقوم بها المبشرون، إنما هي وسائل للوصول بالنصرانية إلى الشعوب غير النصرانية، ثم التسرب بالاستعمار الغربي إلى الشعوب الشرقية. إن جميع ما يتظاهر به المبشرون من النبل إنما هو خداع ونفاق، حتى في تلك الأعمال التي لا يسبق إلى وهمنا أنها كذلك، كمشروع إنعاش القرى مثلاً.


(١) ibid. ١٢
(٢) ibid. ٢٤٣, cf. ٧٣٢ ff

<<  <   >  >>