للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

راجع إلى حقائق جغرافية وإحصاءات لا سبيل إلى دفعها: كحذف المغرب كله من العالم العربي). ثم إن مساحة شبه جزيرة العرب وحدها ثلاثة ملايين كيلومتر مربع.

٢ - أن النهضة العربية الحديثة بدأت في مصر لا في لبنان، وهذا أيضًا من النظر في تاريخ النهضة الحديثة. ولكن المستعمرين يريدون سلب المسلمين كل شيء حتى النهضة اللغوية التي هي عنوان لغتهم وأدبهم.

٣ - أن البربر لم يقيموا وحدهم مدنية المغرب والأندلس، بل شاركهم العرب أيضًا (وعلى كل فإن البربر كالعرب مسلمون، والمدنية التي خلقوها مدنية عربية).

ويختم الأستاذ محمد كرد علي مقاله بهذا الحكم الصائب:

«وَلِذَلِكَ نَرَى مِنْ وَاجِبِنَا أَنْ يَشُكَّ كُلُّ عَرَبِيٍّ وَكُلُّ مُسْلِمٍ فِي أَكْثَرِ مَا يَصْدُرُ مِنَ الأَحْكَامِ مِنَ الفِرَنْسِيِّينَ عَلَى الإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ، ذَلِكَ لأَنَّهُ ثَبَتَ أَنَّ مِنَ الفِرَنْسِيِّينَ مَنْ لاَ يَنْظُرُونَ إِلَى كُلِّ أَمْرٍ إلاَّ بِمِنْظَارِ الاِسْتِعْمَارِ».

ويظهر أن الأب (يوحنا الفاخوري) البوليسي لم يرقه رد الأستاذ محمد كرد علي فنشر في مجلة " المسرة " (١) رَدًّا ملأه بتعابير جارفة بعيدة عن روح العلم. والأب (يوحنا الفاخوري) من الذين وقفوا أنفسهم على إنكار فضل العرب في الأدب والفلسفة أيضًا (٢)، ومن الذين يصرون على التعابير الجارفة التي استعملها هو أيضًا في رده على الأستاذ محمد كرد علي.

ولقد تناول الدكتور عدنان الخطيب (٣) الرد على الأستاذ كرد علي مؤيدًا رده بذكر إحصاءات وتواريخ تقطع بأن النهضة الحديثة في العالم العربي قد بدأت في مصر.

• • •

وظل هذا الموضوع يجري في لبنان وخارج لبنان على أقلام نفر من المتأدبين الذين لا يملكون زمام أنفسهم، ومن الذين لا يمكن أن يكون لرأيهم الشخصي وزن يميل بالأمور ذات اليمين أو ذات الشمال حتى غمس فيه قلمه مؤرخ كبير وثقة في تاريخ العرب، هو أستاذنا الدكتور (فيليب حتي)، فقال (٤):


(١) مجلة " المسرة "، حريصا (لبنان) تشرين الثاني ١٩٤٨.
(٢) راجع " أبو العلاء المعري فيلسوف الشعراء "، حريصا (لبنان) ١٩٤٤. ص ١٤ الحاشية.
(٣) " مجلة المجمع العلمي العربي "، تموز ١٩٤٩، ص ٤٧٠ - ٤٧٨.
(٤) Enc. Americana (١٩٤٨ Edition) under Arabic Literature, p. ١٢٩

<<  <   >  >>