للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصل إلينا بالكتابة. إن الطفل الفرنسي يلفظ العدد «ألفين وسبعمائة وثمانية وتسعين» (٢٧٩٨) كما يتلقاه بالرواية: de mil sèt sa' katr ve' diz uit

لا كما يراه مكتوبًا في كتب القراءة والنحو في القواميس: deux mille sept cent quatre-vingt dix-huit

ثم ما فائدة إثبات الأحرف المصوتة في الكلمات الإنجليزية مثلاً؟ إن الحرف u يلفظ في كل كلمة من الكلمات الإنجليزية التالية لفظًا خاصًا. إن هذا الحرف u يقع ثلاثة عشر مرة في الكلمات الإحدى عشرة التالية، ويلفظ على ثلاثة عشر وجهًا: but, full, build, noun, muse, fur, furniture, furlough, funk , fruit

أنا لا أستطيع أن أصدق أن الدكتور (فريحة) أستاذ اللغات السامية لا يعرف هذه الأشياء، وهل يعقل أنه كتب ما كتب «من عقله» ومن غير أن يرجع إلى القاموس. ولكن الدكتور (فريحة) يُرَوِّجُ غاية للمبشرين أرادوا بها أن يكون لكل بقعة عربية لغتها المستقلة. ونحن نرجو اللهَ أن يهدي صديقنا الدكتور (فريحة) وألا يحقق له ولا للمبشرين أملاً.

ولقد فضح الدكتور (فريحة) نفسه لما ألقى السؤال الذي يقبع وراء دراساته وتعليلاته واقتراحاته، ذلك السؤال الذي يفسر نقمته على اللغة الفصحى ويعلل حقده على الحرف العربي وعلى الأدب القديم. وبعد أن دعا الدكتور (أنيس فريحة) للهجات العامية وللحرف اللاتيني ما شاءت له الدعوة وما شاءت له الدعوى قال (" نحو عربية ميسرة ": ص ١٩٨، ١٩٩):

«وَلَكِنَّ لِلْنَّاسِ (يقصد المسلمين) أَنْ يَسْأَلُوا: مَاذَا سَيَحُلُّ بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ؟ ....».

وجوابنا هو أن القرآن الكريم سيخلد على ما هو عليه كما بقيت كتب دينية عديدة رغم انحراف لغة الناس عن لغة هذه الكتب. فإن (لغة هذه الكتب) حافظت على روعتها وجلالها ومقامها الديني. هاك لغة " التوراة " الإنجليزية المعروفة بترجمة الملك (جايمس) (١). فإنها على قدمها تعتبر في الإنجليزية، إلى جانب مقامها الديني، قطعة أدبية رائعة ... ولكنها تخالف لغة الناس. وَقُلْ مِثْلَ هذا في لغة (شكسبير) فإنها حافظت على كيانها ومقامها. وفي لندن اليوم مسرح مشهور يعرف


(١) أوائل القرن السابع عشر الميلادي.

<<  <   >  >>