للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحض المبشرين على العمل في شمالي نيجيريا ثم تساعدهم على ذلك. ومع أن نيجيريا بقيت بعد بلوغها إلى الحكم الذاتي في عام ١٩٥٩، وبعد استقلالها عام ١٩٦٠، جُزْءًا من الإمبراطورية البريطانية التي سميت " جامعة الشعوب البريطانية "، فإن أثر التبشير والمبشرين يجب أن يكون قد خف كثيرًا في الجزء الشمالي من نيجيريا وفي القسم الجنوبي أيضًا.

التَّعْلِيمُ فِي أَفْرِيقْيَا:

كان المبشرون أول من بدأ التعليم في أفريقيا السوداء. وفي أوغندة ظل التعليم في يد المبشرين زهاء نصف قرن (١٨٧٧ - ١٩٢٥). ولما تأسس المجلس الاستشاري للتعليم الأفريقي تمثلت فيه دوائر الحكومة (البريطانية) والإرساليات التبشيرية والجماعات الأفريقية والأجنبية (١). وكان المبشرون الإنجليز يحملون أعباء أساسية في إدراة المدارس في جميع أنحاء أفريقيا البريطانية (٢). ثم اتسع التبشير اتساعًا عظيمًا بزيادة عدد المبشرين البروتستانت والكاثوليك إذ بلغ عددهم في عام ١٩٢٥ نحو ٦٣٠٠ في جميع أنحاء أفريقيا (٣).

أما في المستعمرات البلجيكية (الكونغو) والبرتغالية (أنغولا) فإن المعاملة الممتازة كانت للإرساليات الكاثوليكية (٤).

العَامِلُ السِّيَاسِيُّ:

ويبدو العامل السياسي في التنافس في أفريقيا - كل دولة تحمي مبشريها، وكل إرسالية تبشيرية تناصر دولتها - واضحًا جِدًّا في ميدانين: في ميدان الحرب وفي ميدان التبشير نفسه.

لما نشبت الحرب العالمية الأولى، عام ١٩١٤، عاملت كل دولة في مستعمراتها مبشري أعدائها معاملة المحاربين: بالأسر والاعتقال والترحيل. وكانت إنجلترا وفرنسا حريصتين على استئصال المبشرين الألمان في البلاد التي كانتا تسيطران عليها (٥).

ولما انتهت الحرب العالمية الأولى لم تسمح الحكومة الإنجليزية لمبشر غير إنجليزي أن


(١) ١٠٦ - ١١٨.
(٢) ١٨٩.
(٣) ١٢١.
(٤) ١١٩.
(٥) ١٧، ٢١، ٨٨، ١٢٣.

<<  <   >  >>