للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين المحامين وأخرى بين الصحف.

أما مشادة المحامين فتدور حول اعتذار المحامي (أدمون رباط) عن الدفاع عن المتهمين، بعد أن كان قد قبل مبدئيًا الدفاع عنهما.

ولقد كان من المفروض أن ينتصر أصحاب الصحف اللبنانية لزميلهم الصحافي، يحكم عليه هذا الحكم. ولكن الانتصار له قد اقتصر على اتخاذ شكل رمزي، هو أن الحكم نفسه كان قاسيًا! أما الكاتب فقد ليم أشد اللوم على أنه كتب هذه الكتابة وتناول الموضوع من هذه الزاوية وبهذه الروح (١).

وبعد، فمن ذا الذي يستفيد من المقالات التي نشرها (جورج نقاش) وأدت إلى الحكم عليه؟ لا شك في أن هذه المقالات تسيء إلى الوطن وإلى نهضته وتسر الأجانب من أصحاب المصلحة!.

• • •

أما نَحْنُ المُؤَلِّفَيْنِ فسنسمع غدًا إخوانًا لنا نحترمهم يقولون بعد صدور هذا الكتاب: عيب على رجلين مثقفين أن يكتبا مثل هذا الكتاب في هذه الحقبة من الكفاح القومي. في هذه الحقبة يجب ألا نذكر شيئًا من هذا، بل يجب ألا نذكر «كلمة» إسلام أو نصرانية ولا «كلمة» مسلم و «كلمة» مسيحي.

إن إخواننا هؤلاء، من الذين نحترمهم، سيقولون ذلك إذا قرأوا عنوان كتابنا ثم قَلَّبُوا صَفَحَاتِهِ بَيْنَ أَنَامِلِهِمْ تَقْلِيبًا آلِيًا فَقَطْ. أما إذا فعلوا ما هم به خليقون فإنهم سيبدلون رأيهم بلا ريب.

أجل سيقوم غدًا من يقول لنا: من العيب أن ندافع عن قومنا ووطننا وأن ندل على جذر للاستعمار ما زال، على رغم اختفائه عن الأعين، من أعمق الجذور في سجل مصائبنا القومية. ولكن لم يقم من هؤلاء رجل قال لسيادة (المطران مبارك) شيئًا حينما كان عام ١٩٤٨ في باريس فصرح بما يلي: «إِنَّ لُبْنَانَ بَلَدٌ كَاثُولِيكِيٌّ، وَيُحَاوِلُ المُسْلِمُونَ أَنْ يَسْتَبْعِدُوهُ كَمَا يُحَاوِلُونَ اِسْتِبْعَادَ جَمِيعِ المُوَاطِنِينَ الذِينَ يَسْكُنُونَ مَعَهُمْ فِي بَلَدٍ وَاحِدٍ كَاليَهُودِ فِي فِلَسْطِينَ».

«يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لِلْيَهُودِ وَطَنٌ قَوْمِيٌّ كَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ العَيْشِ الهَادِئِ، وَإِلاَّ فَإِنَّ أَيَّةَ


(١) راجع الصحف البيروتية التي صدرت بعد آذار ١٩٤٩.

<<  <   >  >>