للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي اليوم التالي (١٠ تموز ١٩٤٩) صدرت جريدة " الديار " (١) بمقال افتتاحي عنوانه: " فَضْلُ الجَامِعَةِ الأَمِرِيكِيَّةِ عَلَيْنَا " ردت فيه على جريدة " العمل " فقالت، بعد أن قدمت لمقالها بالمقطع السابق الذي اقتطعناه نحن من مقال " العمل ". قالت جريدة " النهار ":

«فإذا كان المقصود من الضلال أرباب العقيدة العربية السليمة فإن طلبة الجامعة ليفتخرون بمعهد أيقظ فيهم روح العزة العربية، وجمع أبناء البلاد العربية في حظيرة هذه القومية. وإنهم يشفقون على معتنقي قوميات شعوبية سواء كانت قوميات لبنانية أو فينيقية أو سورية.

وإذا كانت " العمل " متأثرة من الحزب القومي السوري فعليها أن تدرس بدقة فيتبين لها أن مقاومة مبدأ (هذا) الحزب في دنيا العرب تقوم على أكتاف طلاب الجامعة الأمريكية. إن مليون حجة تبنى على قومية محلية لا تقنع سوريًا أو عراقيًا بفساد نظرية القومية السورية، بل الإقناع يأتي من التطلع إلى قومية واسعة ناسخة، هي القومية العربية. إن هذه المهمة يتبرع بها طلاب الجامعة الأمريكية، وهو رسل القومية العربية في أنحاء الشرق العربي وحملة أعلام التحرر والاستقلال، يوم كان طلاب المعاهد الأخرى يغوصون في عبادة الاستعمار إلى ما فوق الرقاب».

وفي اليوم نفسه (١٠ تموز ١٩٤٩) عقدت جريدة " بيروت " مقالاً افتتاحيًا (٢) في الرد على جريدة " العمل " عنوانه " إِلَى الكَتَائِبِ! " قالت فيه تنعت مقال " العمل " الاقتتاحي المذكور: «أقول جارفة لم يتعود أبناء الجامعة أن يطلقوها جزافًا، فأين الأسلوب (العلمي في التفكير ... وأين البحث والنظر ... وأين أعينكم وعقولكم يا رجال الكتائب؟). ولكن المعرفة سهلة والعمل عسير. والناس لا يتفاوتون كثيرًا في معرفة القانون، ولكنهم يتفاوتون جد التفاوت في تطبيق القانون. فما بال رجال الكتائب، وجلهم من رجال المعرفة، يهرفون بما لا يعرفون، وأين برهانهم وهم يكتبون ما يكتبون؟ إنهم يكتبون ما تمليه عليهم الظنون والأوهام، وتسطره الأذهان غير العملية، وما تفرضه السياسة ذات الاتجاه الواحد .. أنحن، شباب الجامعة , الضالون وأنتم المهتدون، لأن رجلاً كالزعيم أنطوان سعادة تبنى عقيدة ما؟ لقد استنكرنا هذه العقيدة قبل


(١) جريدة " الديار "، بيروت: الأحد في ١٠ تموز ١٩٤٩، السنة الثامنة، العدد ١٩١١.
(٢) جريدة " بيروت "، بيروت، الأحد في ١٠ تموز ١٩٤٩، السنة ١٣، العدد ٣٣٩٢، الصفحة الأولى.

<<  <   >  >>