للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاجة إلى مدرسة " عبيه " ولا إلى مدرسة (كالهون)، فإن الكلية السورية الإنجيلية أخذت مكانهما.

وجاء في تقرير لـ (دانيال بلس)، الرئيس الأول للكلية السورية الإنجيلية في بيروت هذه الحقائق نثبتها موجزة فيما يلي (١):

في عام ١٨٦١ و ١٨٦٢ كان (دانيال بلس) والدكتور (وليم طومسون) يبحثان في ضرورة إيجاد معهد عال لسورية ولسائر العالم العربي في الشرق الأدنى، فإن ذلك أفضل من أن يتعلم الطلاب علومهم العالية في الخارج: في أمريكا وانكلترا مثلاً. ذلك لأن ثمت أفرادًا تعلموا قليلاً أو كثيرًا في انكلترا وأمريكا ثم إنهم استقروا نهائيًا حيث تلقوا علومهم، أو أنهم رجعوا إلى بلادهم في الشرق الأدنى من غير أن يؤثروا في قومهم قط (أي لم يساعدوا المبشرين على التبشير بين أهل البلاد)، بينما الذين تعلموا في مدرسة " عبيه " قد اتخذ منهم المبشرون مُدَرِّسِينَ لمدارس التبشير وواعظين ومساعدين في أعمال مختلفة ...

واعتمدت الكلية السورية الإنجيلية في تأسيسها على الرجال الذين يمولون التبشير، وخصوصًا من الإنجليز والأمريكيين.

في ٢٣ كانون الثاني من عام ١٨٦٢ اقترح الدكتور (طومسون) أن يكون (دانيال بلس) رئيسًا للكلية. وفي ٢٧ كانون الثاني اقترح (طومسون) و (بلس) مَعًا أن يكون الاعتماد الأول على الإرسالية الأمريكية للتبشير (٢). وقد وافقت الإرسالية على ذلك وعلى أن يكون (دانيال بلس) رئيسًا للكلية أيضًا ... على ألا يتعارض ذلك مع عمل الإرسالية في سورية ...

وعلى هذا الأساس سافر (دانيال بلس) في ١٤ آب ١٨٦٢ إلى نيويورك فوصل إليها في ١٧ أيلول. وفي أيار من عام ١٨٦٣ خطب (دانيال بلس) في الكنيسة المشيخية (٣) في نيويورك فأكد الحاجة في الشرق الأدنى إلى أطباء وإلى تعليم ديني تكون التوراة فيه كتاب تدريس دائم. أما عمل الكلية فيجب أن يكون وضع كتب مسيحية تساعد على الاتصال بملايين الناس في آسيا وفي أفريقيا وعلى إسباغ النعمة (المسيحية) عليهم.

وبعد أن عاد (دانيال بلس) من الولايات المتحدة ببضعة أشهر انعقد اجتماع في بيت الدكتور (فان ديك) في الثلاثين من كانون الأول ١٨٦٣ حضره (فان ديك) نفسه و (فورد) و (جسب) و (هرتر) من الإرسالية الأمريكية. ثم حضر (جونسون) قنصل الولايات المتحدة في بيروت.


(١) Bliss ١٦٢ ff : cf. Penrose ٨
(٢) cf. Jessup ٢٤١
(٣) Presbyterian من فرق المذهب البروتستانتي.

<<  <   >  >>