للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٦ سبتمبر في «الشمال» ستتمكن بالتأكيد - وهي النبع والمنطلق - من ارتياد نفس السبيل، واقتحام نفس الأف وستغدو صنعاء - كحتمية تاريخية - العاصمة الطبيعية والثورة لجمهورية اليمن الموحدة الوطنية الديمقراطية أي الشيوعية.

الثَّوْرَةُ فِي الجَزِيرَةِ وَالخَلِيجِ:

إن الوجه الماركسي باليمن الجنوبي تجربة، تمهيدًا لخلق نظام مماثل بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج، وأودت بعض الشواهد مثل تسليم بريطانيا الحكم لهذا الوجه الماركسي، ثم رفض هؤلاء رئاسة اليمن الموحد إلا إذا كان في إطار (الجبهة القومية)، أي الوجه الماركسي، وهذا كله خلافًا للميثاق المتفق عليه بين زعماء الشمال والجنوب سنة ١٩٦١ بمصر.

وحتى لو لم توجد هذه الشواهد فإن النتيجة التي حددتها قد استقرأتها من عدة أحداث وأشكال بالدول النامية، ثم من عدة مراجع استطعت أن أصل من خلال سطورها إلى هذه النتيجة، وأرى الاكتفاء بالنصيحة.

ولكن إذا أفصح القوم عن شيء من تخطيطهم فإذاعته لا تعطيهم شيئًا جديدًا يسترون به اتفاق اللعبة أو المسرحية.

لقد نشرت مجلة " إفريك - أزي " [Afrique Asie] الفرنسية مقالاً أخيرًا عن أبعاد المعركة اليمينة، تراه منشورًا بإيجاز في جريدة " السياسة "، بتاريخ ٤/ ١٠ / ١٩٧٢ وبه: «ما يمكن قوله حتى بشكل محايد، أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في اليمن الديمقراطية لم يطرأ عليه تغيير انقلابي، كما تصور بعض الكتابات في الخارج، ولكن كل ما في الأمر أنها نوع من الطموحات والنيات والشعارات، التي تهدف إلى تحقيق المجتمع الاشتراكي الخالي من الاستغلال والقهر».

تقول هذه الصحيفة: «ولكن هناك جانب آخر مهم يجدر الحديث عنه:

وهو وجود (الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي)، هذه الثورة - وليست نظامًا - التي تعمل يوميًا على تنوير ونسف كل العلاقات السابقة، وإلى نسف الأساس الإيديولوجي الغيبي - أي الدين - .. ، هذا بالإضافة إلى خطرها السياسي الكبير جدًا من حيث

<<  <   >  >>