للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصَّدَاقَةُ العَرَبِيَّةُ السُّوفْيَاتِيَّةِ:

لقد اضطرت الأنظمة العربية التي تبنت المفاهيم الجديدة الثورية إلى كشف حقيقة الصداقة العربية السوفياتية، قبل أن تحل المشكلة الرئيسية، التي قيل إنها سبب هذه الصداقة، حتى ظن البعض أو حاول إقناع الأمة أن الوقت لم يكن ليسمح بهذا التصدع في العلاقات بين العرب والروس، إذ أن الحرب لم تضع أوزارها.

والحقيقة أن الأنظمة العربية لم تكن لتستطيع إقناع الشعوب، باستمرار صداقة جرت العرب إلى هزيمة محققة. فقد أعلن جمال عبد الناصر في خطابه مساء ٢٣ يوليو ١٩٦٧ أنه بعد إغلاق خليج العقبة أصبح احتمال الحرب ١٠٠ %، وأنه أخبر القيادة العامة للقوات المسلحة في اجتماع الجمعة ٢ يونيو ١٩٦٧ أنه يتوقع ضربة من إسرائيل خلال ٤٨ ساعة، ويتوقع أن يكون العدوان يوم ٥ يونيو وأن الضربة الأولى ستوجه إلى قواتنا الجوية.

ثم أعلن في هذا الخطاب أنه بعد التشاور مع القادة السوفيات وأخذًا بنصائحهم، رأى ألا يبدأ بإطلاق النار، وقد جاء في كتاب الفريق (صلاح الدين الحديدي) أن المخابرات الروسية هي التي استدرجت مصر للحرب، ومشيرًا إلى أن الهزيمة سببها التكتيك الروسي.

مَنْطِقُ الرُّوسِ فِي دِفَاعِهِمْ:

وقد نشرت مجلة " دير شبيجل " الألمانية الصادرة في أعقاب الهزيمة، أن الرئيس المصري أعطى إشارة الأمان الثالثة من صباح ٥ يوليو بناءً على نصيحة الروس.

والأنظمة العربية أيضًا لا تستطيع إقناع الشعوب بصداقة الروس، لأن روسيا تزود إسرائيل بالرجال عن طريق الهجرة، كما أن أمريكا تزودها بالمال والسلاح.

لقد ادعت روسيا وروج لها بعض القادة العرب أنها ليست وراء هجرة اليهود من دول المعسكر الشيوعي كرومانيا وغيرها، ولكن ما لبثت الهجرة أن تمت من روسيا مباشرة وذلك اختصارًا للطريق، واختزالاً للوقت خصوصًا بعد أن استكملت إسرائيل بناء المستعمرات في شرم الشيخ وسيناء والجولان ورفح، وسائر المناطق المحتلة.

وكيف يصدق الشعب العربي ما نشرته جريدة " البرافدا " السوفياتية بعنوان (جهود لا طائل تحتها). من أن السعودية والكتلة الخليجية والإخوان المسلمين وسائر المتدينين وأصحاب الميول القومية وهيكل والأردن كانوا جميعًا وراء تصدع الصداقة الروسية المصرية.

<<  <   >  >>