للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لمناظر، موضعها في أماكن خاصة؟ ولماذا رضي الرجال الشرفاء بدور الشيطان الأخرس، حتى أصبح الشارع مسرحًا لاصطياد الفتيات ومطاردتهن واغتصابهن.

إن من ثمار هذه الحرية أن اعتدى شاب على زوجة أبيه واغتصبها، واغتصب ثان عروسًا في شهرها الأول، واغتصب شابان فتاة، لأن صدرها المكشوف أهاج ما كان ساكنًا عندهما من الغرائز.

وأن (أنيس منصور)، احتج وضاق ذرعًا بذلك منذ خمس سنوات إذ كتب:

«المعاكسة والمتابعة والمطاردة في كل مكان، حتى لو كان مع السيدة أو الفتاة زوجها أو أخوها أو الاثنان مَعًا، إن صديقًا كان يسير في شارع سليمان باشا ومعه زوجته وأخته وابنته، فإذا شاب يقول ما لا يقال، ويصف ويتمنى، ويحلم بالسيدة التي يراها بين أحضانه».

وينتهي (أنيس منصور) إلى المطالبة بالعمل الجاد لتأمين سلامة وصحة الحياة الاجتماعية كلها، ولو عن طريق الإكراه. (جريدة " الأخبار " في ٢١/ ٩ / ١٩٦٩ م - ٩/ ٦ / ١٣٨٩ هـ). وأخيرًا وليس آخرًا، لماذا تقصر الجمعيات النسائية مطالبها على ما كان ظاهرة نسائية.

إن المطالبة برفع الظلم الاجتماعي وتأمين الحريات المختلفة ليس مطلبًا رجاليًا فحسب، إن آثاره سلبًا وإيجابًا، تشمل المجتمع كله رجالاً ونساءً، شيبًا وشبانًا، فلماذا خلت المطالب النسائية العالية من هذا وغيره من الأمور المشتركة؟ (١).


(١) نشر بـ " المجتمع " في ٢٦/ ٩ / ١٩٧٢.

<<  <   >  >>