للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنْ فَضْلِهِ} (١).

وفي تطبيق هذا المبدأ يقول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ كَانَ مُوسِرًا لأَنْ يَتَزَوَّجْ، ثُمَّ لَمْ يَتَزَوَّجْ فَلَيْسَ مِنِّي» (*)، كما يضع العلاج لمن لا يستطيع الزواج فيقول: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».

فهل يدرك الشباب ذلك؟ وهل توقن الفتاة والفتى أن الحيوانات هي التي لا تملك إرادة التهذيب، ومن ثم تندفع في بهيميتها وحيوانيتها الجنسية في الشوارع، لا تدرك ولا تبالي، إن الذين يفعلون ذلك قد فقدوا شخصيتهم وأصبحوا أيتامًا على موائد اللئام (٢).

المُخَطَّطُ الإِسْرَائِيلِيُّ وَوَاجِبُ العَرَبِ: (٣)

لقد أدت الانتصارات العربية العاجلة التي حققتها القوات المصرية إلى إصابة إسرائيل بمخاض مفاجئ، هذت خلاله هذيانًا زعمت معه أن دخول مصر الحرب الرابعة، ليس إلا تهورًا سيدفع الرئيس المصري ثمنه، وهذى المتحدث الإسرائيلي في نتائج نترفع عن الرد عليها أو ذكرها، لأن مثل هذه الوقاحة لم يسبق لها مثيل في التاريخ. إن مصر تسترد أرضها، فهل يصبح استرداد الحق عدوانًا آثمًا؟.

إن الفكر الإسرائيلي يزعم ذلك، لأن المخطط الصهيوني يقوم على أساس ما وضع في التوراة، إذ جاء بالإصحاح الخامس عشر: «عهد من الله إلى أبرام (أي نبي الله إبراهيم) لنسلك تعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات».

وتطبيقًا لهذا الحق المزيف أعلن (بن جوريون) سنة ١٩٤٨ في بداية قيام إسرائيل: «ليست هذه هي نهاية كفاحنا، بل إننا اليوم قد بدأنا، وعلينا أن نمضي لتحقيق قيام الدولة التي جاهدنا في سبيلها من النيل إلى الفرات».

ثم أعلن شروطه لتشكيل الوزارة سنة ١٩٥٢ وهي: «أنني أقبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية، بشرط استخدام كل الوسائل الممكنة للتوسع جنوبًا، وليفهم الجميع أن إسرائيل قامت بالحرب، وأنها لن تقنع بما بلغته حدودها حتى الآن، إن الإمبريالية الإسرائيلية سوف تمتد من النيل إلى الفرات».

وبناءً على هذا المخطط رسمت الخريطة الإسرائيلية فشملت فلسطين كلها، وأجزاء من


(١) [النور: ٣٢].
(٢) " السياسة " في ١/ ١١ / ١٩٨٢.
(٣) نشر يوم ١٠/ ١٠ / ١٩٧٣ جريدة " السياسة " الكويتية.

[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ / البَاحِثُ: تَوْفِيقْ بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَيْشِي]:
(*) أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " بلفظ: «مَنْ كَانَ مُوسِرًا لَأَنْ يَنْكِحَ، ثُمَّ لَمْ يَنْكِحْ، فَلَيْسَ مِنِّي». انظر " المعجم الكبير " للطبراني، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، ٢٢/ ٣٦٦، حديث رقم ٩٢٠، الطبعة الثانية، نشر مكتبة ابن تيمية - القاهرة.

<<  <   >  >>