للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسعني لم أكفن إلا فيه، أنشدكم الله ألا يكفنني رجل منكم كان أميرا، أو عريفا، أو بريدا، فكل القوم كان نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار كان مع القوم قال: أنا صاحبك ثوبان في عيبتي - حقيبتي - من غزل أمي وأحد ثوبي هذا الذي علي، قال: أنت صاحبي، فكفني (١).

هذه نبذة مختصرة من ترجمة هذا الصحابي العظيم، الذي استغل زهده وتقواه بعض من يريدون أن يجمعوا الأموال باسم الزهد فيها، وهو من السابقين الأولين في الإسلام كما تقدم، وهو من الذين وحدوا الله على الفطرة، وعبد الله قبل ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سمع بمبعثه سارع إلى مكة واجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وآمن به، ولحقه في سبيل ذلك من عذاب المشركين والجوع الشيء الكثير، ثم رجع إلى قومه - غفار - يدعوهم إلى الإسلام وترك الشرك والخرافات، ومما يدل على فضله أنه أول من حيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام، فقال له: (السلام عليك).

[الفصل الخامس: من مكائد اليهود للإسلام، واغترار المسلمين بالمظاهر.]

والذي يجب أن يعلم هنا وبهذه المناسبة، وبالخصوص استعمال كلمة أبي ذر السالفة الذكر، كدليل على دعوى ترك ادخار المال، والمقصود منها - تدعيم الغرض لا غير - إن أصلها ومصدرها من يهودي فنشير إلى أن كتب التاريخ سجلت والسير أوضحت ونصت على محاربة اليهود للإسلام، ودعوته من أول ظهوره إلى يومنا هذا، بل وإلى ما بعد يومنا هذا، واليهود لا يكفون عن عداوتهم ومحاربتهم للإسلام، فكم دسوا ودلسوا وزوروا على الإسلام ورسول الإسلام من أقوال وأحاديث نسبوها إليه - زورا وبهتانا - قاصدين من وراء ذلك فتنة المسلمين وتخليط الإسلام على المسلمين، وتشويه وجهه المشرق الجميل الطاهر، بأكاذيب وقصص ملفقة، فقد حفظ لهم التاريخ مكائد كادوها للإسلام ولرسول الإسلام، كإرادة تسميمه بواسطة لحم الشاة المعروفة ليموت بالسم - بواسطة امرأة يهودية - وكمحاولة قتله - غدرا - بإلقاء صخرة رحا عظيمة عليه وهو تحت حائط من حيطان ديارهم لتكون القاضية عليه، وكسحره على يد اليهودي لبيد بن الأعصم، وغير ما


(١) المصدر السابق ص ٢٣٣ طبع داري بيروت وصادر.

<<  <   >  >>