للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تأتي الدول بهذا العنوان الخداع، حتى لا تفطن الشعوب المسكينة إلى الحيلة والخدعة، فإذا تمكنت الحكومة من السلطة والسيطرة على الشعب شرعت في تطبيق النظام الشيوعي من أخذ الأموال وغيرها، رغم أنف الشعب، وسخرت له كل ما في إمكانياتها، حتى لا يرد ولا يرفض، وهيأت له كل ما يعين على تثبيته ولو بالقوة، وتدعي أن الشعب هو الذي اختار هذا النظام، والواقع أن الشعب لم يستشر في ذلك بتاتا، بل فرض عليه بالقوة.

وقد كنت يوم ٣١ أكتوبر ١٩٦٥ م في حفل أقيم بمسجد "الحراش" بمناسبة توسيعه، وكان معي في المجلس بعض الإخوان بما فيهم وزير الأوقاف الأسبق، ورئيس المجلس البلدي لعاصمة الجزائر، فامتد بنا الحديث الى طرق عدة مواضيع، كل يدلي بما عنده، وأذكر أنني قلت لهم - فيما قلت -: إنني تتبعت عناوين بعض الدول المعاصرة فرأيت أن كل دولة تضم إلى عنوانها كلمة - الديموقراطية - هي دولة شيوعية، وذكرت لهم كمثال على هذا: ألمانيا الديموقراطية، ألبانيا الديموقراطية، إلى آخر ما ذكرته سابقا، فالكثير منهم وافقني على هذا الرأي ...

لهذا فالنظام الاشتراكي - وهو شيوعي لحما ودما - تفرضه الحكومات فرضا على شعوبها، وخاصة في الشعوب الإسلامية، لأن الشعوب الإسلامية لا تقبل ولا ترضى أن تسلخ من دينها من غير أن تكون للشعوب كلمة رضى أو رفض أو معارضة وسخط، إنما فرض ذلك النظام عليها فرضا، وعندما يصرح مسؤول ما يدعي ويقول - بلا حياء - أن الشعب قد اختار الاشتراكية مذهبا له، وأنا أتحقق - وكل العقلاء النزهاء البرآء معي - أن الشعب لو استشير - أي شعب كان - وأعطيت له حرية التعبير - وهو حق لكل إنسان متمدن - لرفضها رفض الحذاء المرقع، ولفر منها فراره من الأسد المفترس أو الغول المخيف.

من أجل هذا، فكل المسؤولين في الشعوب الإسلامية مسؤولون أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام أرواح الشهداء عما حدث لشعوبهم وفيها، من كفر وإلحاد، وخيبة أمل، وضياع حقوق وشرف قديم وجاه وطهر وعفاف وغير ذلك مما أتت به هذه الاشتراكية المزدكية إلى الشعوب،

<<  <   >  >>