للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يرعوا له حرمة، كما قال رب العالمين: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (١) وذلك لخلو قلوبهم من نوره، وغفلتهم من أسرار تشريعه، وصاروا يأنفون من الانتساب إليه بأفعالهم وأقوالهم، وراحوا يبحثون في - قمامات - الشعوب غير المسلمة - التي ليس لها تاريخ مثل تاريخهم - يلقطون من فضلات فتات موائدهم القذرة ما يتوهمون أنه خير لهم وأفضل مما جاءهم به الإسلام العظيم في تشريعه وإصلاحه للأوضاع البشرية، فزاد شقاؤهم، واتسع بلاؤهم، وعمت الفوضى جموعهم كبارهم وصغارهم، عامتهم وخاصتهم رؤساءهم ومرؤوسيهم - إلا من رحم ربك وقليل ما هم - فتهوكوا وتحيروا في أمرهم، وهذا ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم صاجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فصاروا: لا هم بالمسلمين الصادقين، ولا هم بالكافرين الجاحدين .... ؟؟؟؟

هذا الخلف لا شك أنهم قوم من أبناء جلدتنا، تعلموا في غير معاهد المسلمين، فسولت لهم نفوسهم أنهم بلغوا درجة الكمال العقلي، فهم في غنى عن الدين وأحكامه، فأول شيء بدأوا به هو الانسلاخ من دينهم وتاريخهم، ولم يكتفوا بهذا بل ضموا إليه احتقار كل ما هو من سمات الإسلام والمسلمين، من تكاليف شرعية، وأخلاق دينية، وألفاظ عربية، وعادات وطنية، فانكشف أمرهم عن تهوك وحيرة واضطراب.

وأولئك قوم آخرون - منهم - نقلوا إلى أمتهم المسلمة شعارات ومبادئ هدامة، هدمت ما بناه سلفهم الصالح، من فضائل ومكرمات، وهدمت العقائد الإسلامية والأخلاق المرضية، وتلك المبادئ هي من صنع اليهود المجرمين، فاشتركوا معهم في الجريمة والفساد من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فهم متهوكون متحيرون متهورون وقعوا فيما ذهبوا - بأمتهم - إليه بقلة مبالاة.

وإلى جانب آخر رأينا بعض البلدان العربية الإسلامية قد منحها الله خالق الكون ومدبره، نعمة عظيمة جليلة، لها وزنها وقيمتها في هذه الحياة.


(١) الآية ٥٩ من سورة مريم.

<<  <   >  >>