للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الأول:

هل في الاشتراكية خير للإنسانية؟ ازدياد عدد الفقراء فيها.

أكثر دعاة - الاشتراكية - من الدعاية لها والترغيب فيها حتى أسرفوا في ذلك، وكادوا يقولون للناس: إن الوطن الذي لا إشتراكية فيه وطن شقي لا سعادة لأهله، وجذبوا إليهم حتى من لا يؤمن بها، ولكنه اندفع معها ومعم ومعهن لأغراض خاصة، فهو قد وجد فيها ما تصبو إليه نفسه، وما لا يجده فيما سواها ....

قالو أن الاشتراكية رحمة للضعيف - العامل والفلاح - ولطف به، وقالوا: إنها تنقذ العامل - أو العالم - من سيطرة طبقة معينة عليه، وأنها تجلب الخير والراحة له ولأطفاله وعائلته، وإنها، وإنها، والواقع المحسوس أنها بخلاف ذلك تماما، فقد سيطرت - وتسلطت - بواسطتها طبقة معينة على كل شيء واستغلت ذلك لمصالحها الخاصة بها، قد جلبت النفع المادي وغيره إلى طبقة السادة المشرفين عليها والمسيرين لسفينتها، وتركت العامل والفلاح في شقائهما وتعاستهما، بل ما زادت الفقراء إلا فقرا، ومن خفي عليه هذا فعليه بالبحث والتعمق في داخلها، ولا يكتفي بالظاهر، وسيرى ويسمع ما يقنعه، فبعض الأغنياء اتخذوها ستارا أخفوا وراءه مطمعهم ومطامحهم، فصاروا اشتراكيين ظاهرا أكثر من الاشتراكيين باطنا، كل هذا ليخفوا ما عندهم من نيات مبيتة وهروبا مما يتوقع لهم.

إن الإيمان - الشرعي - لا يعتبر إيمانا يعتد به إلا إذا وافق الظاهر العقيدة والباطن، أما إذا لم يوافق الباطن الظاهر فهو النفاق.

<<  <   >  >>