للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نرجع إلى الموضوع من هذا الاستطراد الذي دفعت إليه الحاجة فنقول:

لما قرأت ما كتب في الصحيفة بأمر المسؤول عن الأخبار في ذلك الوقت ١٩٦٥ - الوزير بومعزة - قلت: سبحان الله!!! يا للعجب العجيب!!!

إنهم لم يفهموا حتى ما يكتبون أو يقرأون، خصوصا وكاتب الرد علي في الصحيفة الفرنسية اللسان امرأة فرنسية الجنسية والعقيدة - فيما بلغني - نسأل: أي داع لإقحام امرأة فرنسية في الرد على واعظ في خطبة الجمعة؟؟

ألكون الموضوع يتصل بالمرأة وكفى؟ والموضوع يتصل بالمرأة الجزائرية المسلمة، وعنوان الرد - أيضا - أصله لكاتب فرنسي كما أشرت إليه سابقا، وهو (المراؤون) أيضا، فما هو الرياء الذي يرمي به الخطيب الواعظ؟ وكانوا يدركون الحقائق من غير تحريف؟ إنهم لم يفهموه، ولو فهموه لما كتبوا ذلك الهراء الركيك.

والحقيقة التي يعرفها العقلاء: أن من قام يدافع عن حق رآه ضائعا لا يقال في دفاعه - حسب إيمانه به - أنه رياء، وما تكلم إلا ليراه الناس - والكلام يسمع ولا يرى - ويقال عنه ما يقال، ومما لا ريب فيه أن الصدمة كانت عنيفة وغير منتظرة على أعوان مزدك، فلم يقووا على تحملها، خصوصا وخطبة الجمعة تلك كانت قد أذيعت من المسجد بواسطة الإذاعة الجزائرية، فرفعوا أقلامهم لتدافع عن الرذيلة والخلق المشؤوم.

نقول لهؤلاء: إن الشعب الجزائري - مثلا - لما قام في ثورته، وحمل السلاح للدفاع عن كرامته المهانة ووطنه السليب، قاصدا من وراء حمل السلاح إرجاع كرامته ووطنه، فهل يقول له عاقل: إنك مراء أيها الشعب الجزائري؟ فإنك ما حملت السلاح إلا من أجل أن تراك الشعوب والأمم فقط، وتسمع ببطولتك ومواقفك، وما ادعيته لنفسك من دعوى إرجاع حريتك وكرامتك ووطنك دعوى باطلة وبهتان، لا يقول أحد من الناس في الشعب الجزائري مثل هذا القول إلا اتهمه العقلاء بالجنون، أو بالجهل بالمقاصد، أو بالغباوة، أو بالغرور والتغرير، أو بالخداع.

فقد سقط في يد الموحي بالفكرة، ولم يجد حجة ودليلا يبرر به فعله فأخذ يتهم المدافعين عن الدين والفضيلة والوطن بالباطل والتزوير والبهتان، وكل دفاع بالباطل مصيره الفشل والخسران.

<<  <   >  >>