للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وبه نستعين

[مقدمة الطبعة الرابعة]

بقلم الدكتور حسان الجيلاني

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاةدُواللَّة عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} الأحزاب: ٢٣.

أتاحت لي فرصة كتابة هذه المقدمة أن أطلع على جانب كبير من حياة الورتلاني بواسطة تلك الوثائق والمخطواطات والصور التي أمدني بها مشكورًا نجله الأستاذ حسنين مسعود الورتلاني وتمكنت من اكتشاف الرجل من جديد. فهل كان الفضيل الورتلاني مجهولًا لدي؟ بالتأكيد لا، ولكن معرفتي بالرجل كانت سطحية، إذ كنت أعرفه كما أعرف سائر أعضاء جمعية العلماء، ولكن وأنا أغوص في قراءة ما كتبه وما كتب عنه استطعت أن ألم بحياة الرجل واكتشفت سيرته ونضاله وجهاده، وعرفت أنه كان فريدًا من نوعه، ووحيدًا في زمانه، وعبقريًا في قومه، فهو كتيبة في معركة الجهاد، دولة في تمثيلهالدبلوماسي، عالم في دعوته الإصلاحية، زعيم سياسي في مواقفه الثورية، إنه رجل نادر كمثل جده الثالت الحسين الورتلاني صاحب الرحلة، وكمثل ابن باديس وغيره من الأعلام الذين تفتخر بهم الأمم والشعوب لأنهم لا يتكررون كثيرًا ولا يوجدون في كل الأماكن والعصور إلا ما ندر، فالورتلاني كما وصفته جريدة "القبس" الدمشقية سنة ١٩٤٧: "وجه مشرف، طافح بالرجولة والبشاشة، جسمه ممتلئ قوة وإيمانًا، وحديثه متنوع اللهجات ما بين مغربي وشامي

<<  <   >  >>