للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أم ترى بصدق فيكم اليوم، ما كان يصدق بأجدادكم يوم شن الإسبان، حملة الإبادة ضد عرب الأندلس .. فصاح أبو البقاء صالح الرندي، بلسان الأجيال مناشدا العرب، أن ينجدوا إخوانهم فقال:

يا راتعين وراء البحر في دعة ... لهم بأوطانهم عز وسلطان!

هل عندكم نبأ عن أهل الأندلس ... فقد سرى بحديث القوم ركبان

ألا نفوس أبيات لها همم! ... أما على الحق أنصار وأعوان؟

بيروت المساء تاريخ ٢١ مارس ١٩٥٦

[كلمة عن مملكة تونس العربية]

المملكة التونسية واقعة بشمال القارة الإفريقية، يحدها شمالا وشرقا، البحر الأبيض المتوسط، وغربا قسنطينة من بلاد الجزائر، وجنوبا الصحراء الكبرى وطرابلس، ومساحتها مائة وثلاثون ألف كيلومتر مربع تقريبا، وسكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة، وهم بحسب أصولهم، يرجعون إلى أجناس مختلفة، إلا أن السائد فيهم، العنصر العربي، ومن كانوا من غير العنصر العربي كالبربر والترك، فقد أصبحوا عربا لغة وعادات، فهم ما بين عرب خلص ومستعربين. فمن الحق أن تونس بلاد عربية، شعبا وحكومة، وهى جديرة بأن تعد في مقدمة الشعوب والدول العربية ...

وقد بلغت تونس في العهود السالفة، من الحضارة والمدنية، وقوة السلطان، غاية عزيزة المنازل، كانت فيها مطلع العلماء ورجال السياسة العظام، ومحط رجال الأدباء، والشعراء، والكتاب.

<<  <   >  >>