للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منظمة لكل فرقة قائدها من أبرز الفرسان، كالفضيل أبو عمر وحسين بن مفتاح، وكان شعور الطليان بقوة هذه الجماعة سريعا، حين بدأت تهاجمهم في معاقلهم الساحلية وتكبدهم أفدح الخسائر.

وأرسل الحاكم الإيطالي إنذارا نهائيا إلى عمر المختار، ملأه بالترهيب والترغيب، وحدد لانتهائه سبعة أيام، فرفضه السيد عمر رفض الكرام.

وقبل مضي الأيام السبعة نظم الجيش الإيطالي هجوما عاما، على مواقع العرب في الجبل الأخضر، فردهم المجاهدون مدحورين.

[حرب السنين السبع]

يقول الجنرال غرازياني قائد الجيوش الإيطالية في برقة: أنه خاض ضد المختار مائتين وثلاث وستين معركة في مدة لا تتجاوز عشرين شهرا، وعنى هذا الأساس نستطيع أن نقدر قسوة النضال الذي تحمله عمر المختار سبع سنوات ..

[الحصار]

لقد غدا الجبل الأخضر بندقية صعبة الكسر، وعمر المختار لا ينهزم في صدام قط، والمال والعتاد الذي يأتيه من كل ناحية، يزيده في كل يوم قوة وشأنا، فليس أمام الطغيان المميت، إلا العودة إلى حديث المفاوضات.

وسير الطليان وجنودهم إلى الواحات البعيدة، فأخذت تتساقط في أيديهم جغبوب وأوجله وجالو، وفزان، والكفرة، وغيرها حتى أحاطوا بالمختار إحاطة السوار بالمعصم.

وكانت الخيانة تسبقهم، فتفتح لهم الواحات والقرى، قبل أن يشهروا سيفا، أو يطلقوا طلقة واحدة.

<<  <   >  >>