للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن هذا الجو العربي المليء بمظاهر العزة والكرامة، والذي يشعر به زائر هذه البلاد الكريمة، متجليا في كل ناحية من نواحي الحياة العامة، هو الذي يجعل قطرا عربيا كبيرا كالشمال الإفريقي، يتوجه إلى بلاد عربية كبلاد الشام، ليبث إليها شكواه، وليعرض عليها طرفا من محنته، فلقد طالت هذه المحنة به حتى كادت تهد من كيانه. ولولا إيمان بالله، وثقة بحقه، وأمجاد يتوارثها عن أجداده الغر الميامين، لناء تحت ضربات الاستعمار وألقى سلاح المقاومة منذ أمد طويل.

إن الشمال الإفريقي العربي المسلم ليتوجه اليوم إلى بلاد العرب يذكرها بنفسه وبنكبته، ويؤكد لها تعلقه بالوحدة العربية، وتطلعه إلى أن يعيش مع الأقطار العربية الشقيقة، عيشة العزة والكرامة، وهذا ما جئت من أجله إلى بلاد الشام العزيزة، في زيارة قصيرة. وسأتحدث - اليوم - الثلاثاء في دار الإخوان المسلمين عن بلادي التي هي بلادكم، حديث من عرف داءها، واصطلى بنار طغاتها، وأنا أرجو أن أجد من أبناء هذه المدينة الخالدة تشوقا إلى معرفة الواقع في بلادنا. ورغبة في الإطاحة بحركات جهادها، ما يجعلني أعود إلى بلادي وأنا أحمل من تباشير الوعي العربي ما تشد أزرها في نضالها، ويخضد من شوكة أعدائها، أسأل الله أن يجمع شمل هذه الأمة، وأن يكتب لها أن تعيد سيرتها الأولى حتى تحتل مكانتها في قيادة الإنسانية إلى مواطن السمو والخير والسعادة.

الفضيل الورتلاني

يوم العروبة المجاهدة في شمال إفريقيا

محاضرة الأستاذ الورتلاني بدار الإخوان المسلمين بدمشق

نشرت الجرائد الدمشقية تعليقات ضافية على المحاضرة التاريخية التي ألقاها الأستاذ الورتلاني بدار الإخوان المسلمين بدمشق، وأصدرت جريدة المنار اليومية عددا خاصا بها، ونأسف من عدم إثباتها في هذا العدد الخاص لطولها، وقد عهدت المنار بوصف موجز للحفلة في العدد الذي قبل العدد الخاص، بالكلمات الآتية، تحت العنوان أعلاه:

<<  <   >  >>