للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن أصحاب جمهورية أذربيجان، يديرون اليوم الحظائر الفلاحية الكبرى، ويستطيعون بين محصولها لبقية بلاد الإتحاد السوفياتي، ويديرون الصناعات الحديدية والفولاذية، ويستخرجون النفط من الآبار، وتختلط هنالك الشعوب اختلاطا أخويا، ويستطيع الإنسان اجتياز كل الطرقات، دون أن يحمل معه المترايات.

في هذا القطر الأذربيجاني، لم يتكلم الروسيون عن سياسة "الامتزاج" بل سلكوا سياسة "الدولة ذات الجنسيات" ولا يوجد أي شيء يهدد كيان وسلامة هذه الاتحادية "الفدرالية" التي نشأت بهذه الصفة ...

لا أقول أن فرنسا، يجب عليها أن تقلد السياسة الأجنبية تقليدا أعمى. لكنني أتساءل، هل يكلفها البحث، أو تكلفها دراسة ما هو واقع بالبلاد الأجنبية ثمنا باهظا، إذا كان البحث، الذي يقع لمصلحة بلاد ما وراء البحر، يسفر عن أفكار وآراء جديدة نافعة؟

[الأمة الجزائرية كلها ثائرة وحزب واحد ...]

منذ اليوم الأول لقيام الثورة التحريرية في الجزائر، حددت من جديد أهداف الأمة الجزائرية وأعمالها، أما أهدافها فهو الاستقلال التام، الذي لا يقل عن استقلال فرنسا نفسها، وأما العمل، فهو الكفاح المسلح حتى النصر النهائي أو الفناء، ومنذ ذلك اليوم، ذابت آراء الهيئات والأحزاب والنواب جميعا، ولم يبق إلا رأي واحد، هو رأي الثورة والثوار فقط، والثوار في الحقيقة، هم الأمة الجزائرية عن بكرة أبيها، لا فرق بين من حملوا السلاح لقتال المستعمرين وبين من ثاروا باللسان، أو بالقلم، أو بالمال، أو بالقلب على الأقل، ولا فرق بين من يعملون علنا، ومن يعملون سرا.

المهم لم يشذ عن ذلك العمل المقدس، رجل ذو حسب أو نسب، أو ذو نفوذ أو نيابة، وإذا خرج عن صفوف الكفاح، بالقعود عن مد المجاهدين بالعون المقدور عليه، أو بمساعدة المستعمرين على الوصول إلى النيل من أعمالهم، أو الإساءة إلى

<<  <   >  >>