للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفرنسي، الأمر الذي كانت نتيجته، مثل كل نهضة صناعية بالجرائر. وفي الميدان الفلاحي ضوعف نقل الأراضي من أيدي الجزائريين، إلى أيدي المعمرين، وذلك بمقتضى قرار ٢٤ سبتمبر ١٩٢٤، العنصري البحت، الذي يخصص كراء وشراء الأراضي الدولية، "للمواطنين الفرنسيين الذين هم من أصل أوروبي".

وهناك تدابير عنصرية أخرى، تجلت في طرد العمال الجزائريين من فرنسا إلى الجزائر سنة ١٩٢٦.

[الحركة الإصلاحية]

وفي الميدان السياسي، قام الأمير خالد، وهو ضابط بارع من ضباط حرب (١٩١٤ - ١٩١٨)، بحركة متواضعة جدا، ولكنه اصطدم بنفس النظريات الرجعية، التي أدت إلى حل هذه الحركة الإصلاحية، وإبعاد الأمير خالد نهائيا عن الديار الجزائرية. وقد كانت فترة بين الحربين العالميتين، حافلة بالأحداث السياسية، ففيها نشأت حركة إصلاحية، أو حركات تحرير وطني، وقد اصطدمت كلها بنفس التصلب الاستعماري. فحركة نجم شمالي إفريقيا التي أنشأت سنة ١٩٢٥، قد حلت سنة ١٩٣٧، وقد تدخل رئيسها مصالي الحاج - وهو من كبار المكافحين ضد الاستعمار - يوم ٤ سبتمبر ١٩٣٥ لدى جمعية الأمم، لتأييد الحبشة، وشارك عمليا في الكفاح الذي قامت به الجبهة الشعبية بفرنسا. بصفته ممثلا لحركة نجم شمالي إفريقيا، التي كانت تضم كثيرا من الزعماء الحاليين، من مراكشيين وجزائريين وتونسيين.

<<  <   >  >>