للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مصارحة]

ولماذا؟ لسبب بسيط جدا، وهو أن ضغط الرأي العام العالمي قد انقطع وأحسن اعتراف بذلك هو ما صرح به أحد ممثلي النظريات الاستعمارية، المسيو باتيستيني النائب بالمجلس الجزائري، في جلسة ٢ فبراير ١٩٥٠، عند مناقشة قضية إلغاء الأحواز الممتزجة، حيث قال: "وبالأحرى فلنقل قولا فصلا، وقد كنت عودتكم ذلك فيما أظن، أيها الزملاء الأعزاء، أن المصادقة على هذا القانون، قد وقعت في جو يخالف الجو الحاضر كثيرا، فقد أريد التنازل - شكليا على الأقل - لبعض النزعات وبعض المطالب الملحة في ذلك العهد".

[فقدان الثقة]

ويمكن أن تفهم الأزمة التي أفقدت الشعب الجزائري، الثقة في فرنسا، من الروح التي تتجلى في هذه الكلمات، التي لها على كل حال فضل الصراحة، والتي جاءت تعزز التجارب القاسية، التي تمخضت عنها الأحداث السابقة أو المصاحبة أو التابعة لجميع الحروب.

وهذه الأزمة لم تفقد الشعب الجزائري الثقة في فرنسا وحدها، بل في جميع حلفائها السابقين أو اللاحقين، فبينما كان الميثاق الأطلنطي، وتصريحات أبرز الشخصيات العالمية، تؤكد أمام الملأ، أن أهداف الحلفاء الحربية، هي تحرير الشعوب كلها من الاضطهاد الأجنبي، وتحقق استقلالهم الوطني، كانت اتفاقات "كلارك درلان" بالجرائر تنص على: "الاعتراف من جميع العناصر الفرنسية، ومن يهمهم الأمر، ومن طرف السلطات العسكرية الأمريكية، بأن القوات الفرنسية، تؤيد وتساعد قوات الولايات المتحدة وحلفائها، لطرد العدو المشترك من التراب الإفريقي، وتحرير فرنسا وإرجاع الإمبراطورية الفرنسية".

<<  <   >  >>