للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س - هل أن في وسع حزبك، وهو حزب البيان، أن يساهم في إيقاف العمليات العسكرية؟

ج - إن حزب البيان حزب وطني ديمقراطي، يعترف بأنه استنقذ جميع الوسائل السلمية لتسوية الخلاف، بطريق الحوار والإقناع والتفهم، وهنا أقول بصراحة: أن حزب البيان لم يعد في وسعه المساهمة في حل سلمي، وبدون موافقة المقاومة، وتحبيذ جيش التحرير الوطني، حب من حب، وكره من كره، ليس هناك حلا سلميا.

س - وفي هذه الحالة، أي إذا ما حلت المشكلة وفقا لرغبة الجزائريين، فهل يكون بالإمكان تعاون بين المسلمين والأوروبيين؟

ج - بدون شك، ولكن على شرط، وهو أن يتخلص الأوروبيون من مركبات النقص الاستعمارية، وأن يلغي الاستثمار الاستعماري، وعندئذ لا يكون التعاون بين المسيحيين واليهود والمسلمين بالجرائر سلميا فحسب، بل مثمرا أيضا.

وفرحات عباس كان في وقت ما، متهما بأن عقيدته الانفصالية عن فرنسا كانت لينة، لأنه لم يكن قوي الإيمان بقدرة الأمة الجزائرية يومئذ على طرد الاستعمار، وإقامة دولة وحدها، ولكن لما قويت شوكة العرب والمسلمين، وارتفع شأن الحرية في جميع أنحاء العالم، دار مع العلة حيث، دارت، ولعباس مقال يرد فيه على "إدغار فور" رئيس الحكومة الفرنسية، بمناسبة ترديده - في خطبة له المعروفة، بأن الجزائر فرنسية، والمقال منشور في جريدة "لاكسيون التونسية" وعربته الصباح في عدد ٢ - ١١ - ١٩٥٥ تحت عنوان:

[الماريشال بيجو الرئيس فور ... وقدمته بالكلمات الآتية]

أما "بيجو" فهو القائد الفرنسي المشهور الذي احتل الجزائر. وأما الإجابة، فمدارها هو ما إذا كانت الأمة الجزائرية، أمة قائمة بذاتها، أم هي لاحق لها في أن تكون أمة.

<<  <   >  >>