للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمقال من تحرير السيد فرحات عباس رئيس حزب البيان الجزائري، نشره في صحيفة "لاكسيون" التونسية. وقد رأينا أن ننقله إلى القراء، لأهمية ما يحتوي عليه من الشواهد التاريخية المدهشة، التي كانت تسير بها خطة استعمار هذا الوطن العظيم. وأما مناسبة هذا المقال، فهو خطاب ألقاه "مسيو إدغار فور" أخيرا عن الجزائر، وادعى فيه كالعادة أن الجزائر فرنسية. وقد اختار الكاتب، أن يكون رده على رئيس الحكومة مقتبسا من التاريخ، كما يسجله الفرنسيون أنفسهم. وإليك ما جاء في هذا المقال:

[حقائق وأفكار رائجة ...]

"إن الجزائر المسلمة، بعد أن سجلت قرار هيئة الأمم يبحثها في جمعيتها العامة - أخذت تنتظر الخطاب الذي ألقاه بشأنها فيما بعد، الرئيس إدغار فور، وإذا كان رئيس الحكومة قد قال - في هذا الخطاب - حقائق قانونية فيما يخص المغرب الأقصى وتونس، فإنه بالعكس من ذلك فيما يخص الجزائر، راح يستعيد "الكليشات" القديمة التي ورثها عن استعمار القرن الماضي - وباختصار فإن هذا الخطاب لم يأت بأي حل للمشكلة الجزائرية، ولا بأي جديد فيها" لقد قال رئيس الحكومة: "أن الجزائر أرض فرنسية وليس هناك ولا يمكن أن يكون هناك شيء، اسمه الأمة أو الدولة الجزائرية". وهذه بطبيعة الحال هي الأفكار الرائجة في الكتب المدرسية، التي يتعلمها الصبيان في المكاتب، أما الواقع، فهو أن الجزائر قبل سنة ١٨٣٠، كانت لها نفس الأنظمة السياسية والاجتماعية، التي كانت لجارتيها تونس ومراكش، مع فارق واحد، وهو أن الجزائر كانت أكثر من جارتيها، من حيث المكان والغنى الطبيعي. وإذا كانت وضعية الجزائر اليوم من الناحية القانونية، تختلف عن وضعيتي مراكش وتونس، فليس ذلك ناشئا عن وضعيتها التي كانت عليها قبل سنة ١٨٣٠.

<<  <   >  >>