للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكثر الحكومات العربية إن لم تكن كلها ليس لها حتى الآن سياسة داخلية ولا خارجية موضوعة ثابتة لها ميزانيتها وجهازها، وبرامجها العملية، كما تفعل الدول في القرن العشرين، ولا كتب الإستقرار للكثير منها، حتى تتمكن من وضع تلك السياسة، وضعا محكما فضلا عن دفعها إلى ميدان العمل والتطبيق، وعلى كل حال فنحن نشكر كل من عمل لنا شيئا على عمله، مهما كان قليلا، ونعتب على كل من قصر وفرط عتاب الأخ لأخيه، وسنظل نذكرهم على الدوام لأن الذكرى تنفع المؤمنين.

والمهم أن يفهم الجميع واجبهم، وأن يقدروا مصلحتهم، فواجب العرب أن يتعاونوا فيما بينهم من غير من ولا أذى كما يفعل أعداؤهم من الصهاينة والمستعمرين، وأما مصلحتهم فإنها بلا ريب في قوة إخوانهم وحريتهم، ولو أن ثلاثين مليونا في المغرب العربي يملكون اليوم أمر أنفسهم، لحلوا للعرب في المشرق أكثر مشكلاتهم، وأولها مشكلة فلسطين المستعصية. ويمكن أن تصدقوا بسهولة إذا علمتم بأن هذا المغرب يستطيع أن يعبئ جيشنا من أربعة ملايين مقاتل، شهد لهم كبار قواد الألمان والحلفاء، بأنهم من أعظم المقاتلين في العالم، وثورة الجزائر شاهد قائم، وجديد محسوس، لأن بضعة آلاف من الثوار بالبنادق العادية، وبقروش تجمع لهم سرا من هنا وهناك، قارعوا مئات الآلاف من الجيوش النظامية تساندها أحدث الأساطيل البرية والبحرية والجوية، وتمدها خزينة دولة لا ينضب معينها، ومن ورائهم جبهة الاستعمار التي لا تحصى إمكاناتها.

[مقالات في كتاب]

.. وبعد فلقد طلبت مني جماعة عباد الرحمن الكرام ورائدهم المجاهد السيد محمد عمر الدعوق أن آذن لهم في جمع طائفة من المقالات كنت نشرتها بهذه

<<  <   >  >>