للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلوب الوطنيين الصادقين، لأن حركتنا الوطنية، التي لم يستطع أي بطش أن يحطمها، أخذت تنهار من الداخل، بينما تنظر عين الاستعمار بالغبطة، وتنتظر اللحظة الأخيرة لتجهز عليها الإجهاز المميت.

وهكذا رأت نخبة من شبان إطارات المسؤولين في الحزب، والبعيدين عن هذه الخصومة حول النفوذ الشخصي الحقير، أن تقرر أمرها. فجندت جميع العناصر السليمة في البلاد، ودخلت في معركة التحرير مع الأمل - الذي خاب مع الأسف - في أننا سنجند أنفسنا جميعا في المدن وفي الجبال، لمقاومة الاستعمار الفرنسي. ولكن جماعة مصالي وجماعة اللجنة المركزية، لم يكفهم أن يرفضوا مشاركتنا في الكفاح فقط، وإنما بقي بعضهم متمسكين بعدوانهم للإرهاب. وذلك بتعطيلهم لروح الكفاح في الشعب، وبدخولهم في سياسة الإصلاحات مع الاستعمار، وبقي البعض الآخر يبث الدعايات المضللة، مؤكدا أن "أبناء مصالي هم الذين يقومون بالكفاح في الأوراس، وفي بلاد القبائل" إلى غير ذلك من المضحكات.

[القائمة الرهيبة]

ولكن فلنترك هنا هذه القضية، ولنتحدث عن قائمة الكفاح.

في بحر تسعة أشهر، قامت وحداتنا المسلحة، التابعة لجيش التحرير بعملها - اليومي، وكبدت العدو خسائر جسيمة، أكثر من ألفين وخمسمائة ضابط وجندي من الجيش الفرنسي، يعدون أمواتا أو جرحى أو أسرى، وأكثر من ثلاثمائة عربة نقل حطمت أو أعطبت، يضاف إلى ذلك حوالي العشرين طائرة عمودية (هيليكوبتر) حطمت أو أعطبت بمدفعيتنا المضادة للطيران، التي تكونت في الشهور القليلة الماضية، كما أخذ سلاح عظيم من العدو.

<<  <   >  >>