للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجتمع، ويقوم بجهود تصحيحية ويعمل بإمكانيات ضخمة لتلافي الأضرار، ويسن تشريعات مضادة أو يوجد أوضاع جانبية تمتص المشكلات الناتجة عن الربا وتضع مسكنات لامتصاص تلك الآثار (١)، وهنا تذكير بطرف من هذه الأضرار:

يصعب ذكر ما كتبه المفكرون الاقتصاديون المسلمون عن هذه الأضرار، فهي كثيرة ومخيفة، ويكفي هنا التنبيه على صورتها الإجمالية وبعض مراجعها العلمية، فمن هذه الأضرار على الأمة: تأخرها وهو عكس ما يروج له المدافعون عن نظام الربا، والغلاء والانحرافات المالية، وتعطيل المواهب الناشئة، وتجميع المال في أيدي الأنانيين (٢)، ويقوم النظام المصرفي والاقتصاد الربوي المعاصر بإفساد الجميع، المقرض والمقترض (٣)، ولعل هذا من أسباب اللعن الذي ورد في الحديث الصحيح للطرفين ومن معهما، فقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء" (٤)، ولا يشك المسلم بأن له آثارًا عظيمة يكفي في الدلالة عليها مثل هذا النهي الشديد الذي يقل نظيره في باب المنهيات الشرعية.

وقد عقد "محمد رامز" فصلًا مهمًا لأضرار الربا الخُلُقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولكل فقرة مبحث عن أضرارها (٥).

ومن أسوأ آثار النظام المعتمد على الربا "خلق اقتصاد مثقل بالديون، ذلك أن المنظمين والحكومة وعددًا كبيرًا من المستهلكين يكونون مكبلين بالدين الذي يترتب في ذمتهم للممولين، ولذلك آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية وسياسية هامة يتعين أن تؤخذ في الحسبان" (٦)، فهذا النظام يلتهم الناس ليدخلهم في طاحونة


(١) انظر: وضع الربا في البناء الاقتصادي، د. عيسى عبده ص ١٤٢.
(٢) انظر: المعاملات المصرفية الربوية وعلاجها في الإِسلام، نور الدين عتر ص ٤٣ وما بعدها.
(٣) انظر: الإِسلام والربا، أنور قرشي ص ٢٠١ وما بعدها.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) انظر: الحكم الشرعي. . . .، د. محمَّد رامز ص ١١٧ - ١٢٢، وانظر: الربا والمعاملات المصرفية. . . .، د. عمر المترك ص ١٦٦ وما بعدها، وانظر: وضع الربا في البناء الاقتصادي، د. عيسى عبده ص ٩٠ وما بعدها.
(٦) انظر: الدين والاقتصاد، مجموعة مؤلفين ص ٦٨ - ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>