للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختلافاتهم حول الفائدة:

ومن بين أول المشاكل التي تواجه الاقتصاديين الغربيين المتحمسين للفائدة الاتفاق على نظرية حولها، وقد ذكر باحث غربي: "إن نظرية الفائدة كانت منذ أمد بعيد، وما تزال، نقطة ضعف في علم الاقتصاد، وإن تبرير معدل للفائدة وتحديده ما يزالان يثيران الاعتراض بين الاقتصاديين، أكثر من أي فرع آخر من فروع النظرية الاقتصادية العامة" (١)، وعلق "أنور قرشي": "برغم وفرة المؤلفات بين أيدينا، فليس ثمة نظرية تحظى بتقبل عام أو كاف عن الفائدة، نظرية تستطيع أن تبرر منشأ أو أسباب "الفائدة" ومعدل الفائدة" (٢)، ولا شك أن هذا الاضطراب يبعدها عن العلمية من جهة كما أنه يفتح الباب للربا المجنون من جهة أخرى.

بدأت نظريات الفائدة مع التجاريين الأوائل الذين دافعوا عن معدل فائدة منخفض من أجل تشجيع التجارة (٣)، ثم جاءت التحولات الكبيرة في الوضع الاقتصادي الغربي التي ظهر معها علم الاقتصاد الحديث المعلمن، وتعد النظرية الاقتصادية الكلاسيكية هي أبرز مدرسة اقتصادية صاغت "مصير علم الاقتصاد" الحديث (٤).

وفي كتب الاقتصاد نظريات عديدة للفائدة، ومن النظريات التي تبرر لمشروعية الفائدة: نظرية المخاطرة، والتثمين، والاستعمال، وإنتاجية رأس المال، والزمن، والتفضيل الزمني، والسيولة، وأجر الادخار، والعمل المتراكم، والندرة، والتأمين (٥).

علق "رفيق المصري" فقال: "استطاعت نظريات الفائدة، في مجملها، أن


(١) الإِسلام والربا، أنور قرشي ص ٢٥ - ٢٦، ترجمة فاروق حلمي، وانظر: مدخل للفكر الاقتصادي في الإِسلام، د. سعيد مرطان ص ٢٠٠.
(٢) المرجع السابق، قرشي ص ٢٦.
(٣) انظر: المرجع السابق، قرشي ص ٣٥.
(٤) انظر: المرجع السابق، قرشي ص ٣٧.
(٥) انظر: الربا والفائدة. دراسة اقتصادية مقارنة، د. رفيق المصري ص ٦٤ - ٧٤، فقد عرف بها بلغة سهلة. وفي نفس الكتاب عرض آخر لـ د. محمَّد الأبرش، ١٦١ - ١٧١، وانظر: الإِسلام والربا، أنور قرشي ص ٤٣ - ٧٣، وانظر: النظرية الاقتصادية في الإِسلام. . . .، فكري نعمان ص ٢٢١ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>