للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرنسية، وكان من أهم معالمها تبني الأفكار السياسية الجديدة، وبناء مجتمع جديد يعتمد على العلم ويُقصي الكنيسة والدين عن شؤون الحياة العامة لتبقى شأنًا فرديًا، وبلغ درجة مغالية في جناحها اليساري الذي طالب بإلغاء الدين وعبادة العقل في شخص امرأة حسناء تُنصب إلها (١)، وقررت الثورة التعليم الإلزامي العلماني من المرحلة الابتدائية (٢).

ومن أهم الصور النمطية التي نجحت الثورة في ترسيخها هي إقرار العداء بين الدين والحياة العامة، ولاسيّما المجال الجديد العلم، ومن ثمّ فرض التعليم العلماني منفصلًا عن الدين، ومن أدوار الثورة أنها أحلّت العلوم الجديدة مكان العلوم القديمة، وأصبح ذلك سمة التعليم الحديث، ومن مشاكل الثورة كأغلب الثورات أنها فرصة لأهل الأغراض، باستثمارها لصالح أهدافهم وتوجيهها في خدمة مصالحهم، ومن ذلك ما نراه هنا من دخول الماديين واليساريين واليهود (٣) من خلال الثورة، واستثمارهم لها في عرض رغباتهم وفرضها عن طريق النظام السياسي الجديد على المجتمع بعد أن كانوا في الماضي ينشطون في المجتمع بشكل خفي وفردي، فهم الآن قد وصلوا للسلطة ونجحوا في تمرير مشروعاتهم الفكرية من خلالها.


(١) انظر: الفكر العربي الحديث أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي، رئيف خوري ص ٤٤.
(٢) انظر: المرجع السابق ص ٤٦.
(٣) دور اليهود تؤكده كتب مثل: (بروتوكولات حكماء صهيون)، و (أحجار على رقة الشطرنج)، وسيأتي بحث ذلك في فقرة قادمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>