للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشروع كبير مع تلميذه اليهودي المشهور "دوركايم" ثم تلميذه "ليفي بريل" وكذا "ماكس فيبر" وغيرهم.

وعادة ما توضع سلسة خاصة بهذا العلم تبدأ بسان سيمون ثم تلميذه كونت ثم تلميذه دوركايم ثم تلميذه ليفي بريل، ومن أهم ما يجمعهم في تقديمهم لعلم الاجتماع أن يكون بديلًا عمّا كان يقوم به الدين قبل عصر العلم. ومن خارج هذه السلسلة توجد أيضًا نظريات كان أشهرها ما جاء ممن تأثر بداروين "الدارونية الاجتماعية"، ومن أبرز أصحابها "سبنسر" (١)، وإن كان تأثير نظرية داروين ليس فقط في "الدارونية الاجتماعية" بل امتد إلى أغلب نظريات تلك الحقبة (٢). وتوجد أيضًا نظريات اجتماعية ارتبطت باتجاه المادية الجدلية فيما اقترحه "ماركس" و"إنجلز" من نظرية اجتماعية، تجعل لعامل الاقتصاد الأثر الأبرز في التحكم بكل الأنماط والنظم الاجتماعية، ولها نسخة مطورة في كتابات "ماكس فيبر" (٣).

هكذا نجد عددًا من النظريات العلمية داخل علم الاجتماع سواء من الدائرة الضيقة لهذا العلم التي أسسها كونت ودوركايم وغيرهما، أو من خارجها مثل الدارونية الاجتماعية أو المادية الجدلية الماركسية، وجميعها يزعم أنها "نظريات علمية"، وكانت المرحلة (١٨٩٠ - ١٩١٤ م) مرحلة الاستقلال الحقيقي لهذا العلم (٤).

ونظرًا لاختصاص علم الاجتماع بالمجتمعات البشرية بما في ذلك معتقداتهم وقيمهم وثقافتهم وآدابهم وفنونهم ووسائل عيشهم وطرائقها ومعارفهم وطرق تحصيلها، لذا تكثر النظريات حول هذه الموضوعات، وما يعنينا في المقام الأول النظريات الخاصة بالدين وما يسمونه الظاهرة الدينية.

ومن الأمور التي تتفق عليها أغلب مدارس علم الاجتماع الحديثة زعمها النظر للدين من منطلق علمي، وأهم ما تذكره هذه النظرة العلمية بأن الدين مرتبط


(١) انظر: تاريخ الفكر الأوروبي الحديث، رونالد. . ص ٥٣٥.
(٢) انظر: النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس، إيان كريب ص ١٣.
(٣) انظر: منهج البحث الاجتماعي بين الوضعية والمعيارية ص ١٠٥ - ١١٤، والموسوعة العربية العالمية ١/ ١٩٤ وما بعدها.
(٤) انظر: تاريخ الفكر الأوروبي الحديث، رونالد ص ٥٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>